في ٨ رجب من هذه السنة، أسلمت أسرة كاملة أمريكية، كان ربّ هذه الأسرة كثير القراءة لبعض الكتب الدينية الإسلامية فوفتهه الله للإسلام وأسلم هو وأبناؤه فأدخلهم في المدرسة، أما عن الزوجة فتأخر إسلامها ولكن الله منّ عليها فأسلمت بعدهم بيومين، وهذه بشارة باعتناق هذه الأسرة للدين الحنيفي الإسلامي نسأل الله تعالى أن يهدي من ضل عن الطَّرِيق إلى الرجوع إليه.
[ذكر من توفي فيها من الأعيان]
فمنهم مدفع التوحيد محمد صالح المطوع، وهذه ترجمته: هو الشيخ العالم الزاهد الورع محمد بن صالح بن سليمان المطوع، ويلقب بالحميدي ويلهجون هذه التسمية وربما نسب المسجد إليه، فيقال مسجد الحميدي، وهو من أسرة كبيرة غلب عليهم هذا الاسم.
ولد رحمه الله في مدينة بريدة عام (١٣١٢ هـ)، وكان والده من زعماء مدينة بريدة ومن العقيلات المشهورين الذين يسافرون للتجارة لمصر والشام والعراق، وكان يريد أن يكون ابنه محمد على سيره وبما أن والدته ليست في ذمة والده فقد قامت بتربية ابنها وأدخلته في إحدى المدارس لتعلم القراءة والكتابة.
وقد حاول الأب أن يصده عن الدراسة وأن يأخذه قسرًا، ولكن العناية الربانية لاحظته، فقد أخذه والده معه في سفره وكان قد أخذ في الدراسة على الشيخ عمر بن محمد بن سليم، فذهبت أمه إلى الأمير في بريدة عبد الله بن جلوي واستعانت بالشيخ عمر بن محمد بن سليم فأخبر الشيخ الأمير بأنه في رعاية والدته ولم ينفق عليه أَبوه، فبعث الأمير فارسًا رجع به من مسافة ثلاثين كيلو أي من قرية الطرفية ورده إلى أمه، وكان المترجم لا ينساها لشيخه عمر ويدعو له كلما ذكره، وكان يقول أنَّه سبب هدايتي، كما أن الوالد حاول في صده عن طلب العلم مرة أخرى