قدير ولقد أصبحت تلك الفياض والرياض في البطين مياهًا عذبة متدفقة تجري على وجه الأرض ذلك لقوة العيون المتفجرة فيها. وهناك تجد العمال والمزارعين يواصلون العمل ليلًا ونهارًا فهؤلاء يحصدون، وهؤلاء يقطفون، وأولئك يجمعون، وأولئك يشحنون السيارات قد جدوا في التحميل من البطيخ والجزر والبطاطس والطماطم والخس وغير ذلك من منتوجات الأرض من البصل والقثاء والعنب والرمان والقمح والذرة. فلقد أنتجت إحدى المزارع من القمح في وقت الحصاد سبعة عشر مليونًا من الكيلوغرام ١٧٠٠٠٠٠٠ وهذا شيء نادر الوقوع حتَّى أيها لتصدر تلك الفياض يوميًا ما لا يقل عن حمولة مائة سيارة مرسيدس من الشاحنات إلى سائر الجهات من نجد وغيرها مثل الكويت والحجاز ودمشق وقطر وبيعت منتوجات القصيم في لبنان وبيروت وغيرها. وحدثني مزارع أنَّه باع من الطماطم في مزرعته بسبعين ألف ريال وساقية واحدة من إحدى العيون بيع بصلها بثلاثين ألفًا.
[عيون تنبع في القصيم]
في العشر الأولى من رمضان نبعت عينان إحداهما في رياض البطين بأمر من جلالة الملك والأخرى في الجهة الشمالية من بريدة للتاجرين محمَّد العلي الصانع وصالح العلي الصانع. كما قد نبعت قبل ذلك عين في وهطان المعروف ببريدة من عمق ١٨٠٠ قدم وكانت وفيرة الماء حتَّى كان يزيد إنتاج الواحدة عن مليون جالون في الأربع والعشرين ساعة وبذلك تكون قرية وهطان قبلة للزراعة بعد ما كان ماؤها القديم ملحًا أجاجًا. أن وهطان المذكور قرية تقع في الشرق الجنوبي عن مدينة بريدة على مسافة ثلاثة كيلوات فيما مضى ولكنها في الأعوام الأخيرة تكاد تتصل ببريدة لزحف العاصمة من كل جهة وهي روضة محيطة بالآبار والمزارع وتمتد شمالًا وجنوبًا بين كثبين من الرمل غربًا وشرقًا وتقدر مسافة طولها جنوبًا وشمالًا بميلين وكانت في غابر الأزمان قوية الحراثة وفيها النخيل الكثير فكانت