الواجهة فيها مظلمة وقد يصطاد فريق الصيف من الطيور بالأيدي بين تلك الواحات المتراكمة وفيها أشجار العنب والتين ثم إنّها ما والت في انحطاط لتغير الماء فيها بالملوحة والنضوب. وفي هذه الأزمنة لا ترى فيها غير قليل من النخيل الطوال وشيئًا من شجر الأثل القديم وكان من الأسر هناك آل نغيمشي وآل مضيان وآل بديوي وآل حجيلاني وآل حفير وآل فوزان في أناس آخرين وآل حميد وقد هلك معظمهم وفرَّ بقيتهم لما رأوا من البوار والفقر هناك. ويروي لنا التَّاريخ أنَّ تلك القرية مشهورة بالغنى إذ ذاك أعني في الربع الأوَّل من القرن الرابع عشر الهجري، فإنَّه أصبح بالتقير لجهاد عساكر الأتراك الذين جرهم على القصيم الأمير عبد العزيز بن متعب بن رشيد وزحف غزو أهالي العكيرشة القرية الأخرى المجاورة لوهطان من الجهة الشمالية قالوا لأمير بريدة إذ ذاك صالح بن مهنا زودنا فلسنا كأهالي وهطان الذين لا يأكلون إلَّا تمرًا عبارة أنَّه لم يحصل لهم من المأكولات ولا تمر النخل لأنَّ من يحصل له قوت من التمر فيعد من الأغنياء وكانت قرية وهطان تحتوي على سبعة مساجد أحدها الجامع الذي تقام فيه صلاة الجمعة وقد امتلأت بالمصلين ومنذ واقعة السباخ التي تقدم ذكرها فإنَّها أخذت بالانحطاط وإن ظهور الماء العذب فيها ليبشر بالخير إمَّا للزراعة أو لسقيا القاطنين فيها. أمَّا عن العكيرشة فكانت في موضع استراتيجي وكانت منذ خمسين عامًا مأهولة بالسكان وذات مزارع ومساجد كثيرة وفيها أمة من النَّاس من بين تلك الأسر آل عثيمين وآل حسين وآل الدغيري وآل دخيل وآل عياف وآل القعير وآل الربيش وآل حميد وآل سيف وآل مرزوق في أُناس آخرين ولهم ميل في العقيدة والمحبة إلى أهل الدين وكان من الأعيان فيها عبد الله بن إبراهيم الباحوث عالمًا مشهورًا بالعبادة والزهد، ومن العلماء العاملين. وكانت بقية الآثار والأطلال فيها تدل على قوتها ففيها المساجد والقصور المتهدمة وكانت في متسع من الأرض وأرضها للزراعة ثم أنَّها