أما الوحشة والنظر في مصيره فإنه قد أنذره بعض ملوك العرب بخيانة مصر قبل ذلك له، وإنها تبيت له مالا يرضى من الأعمال، وقد أخرج وزوجته حاملًا ابنه فؤاد بيده اليمنى على صدره بحالة محزنة، ورؤية تسيء كل من رآها، وآخر رسم أخذ له وهو يمشي في كابري، وجاء في أخر الأنباء أنه وصل إلى ميناء نابولي الإيطالي، وأنه حجزت له ولأفراد أسرته الملكية الغرف الكافية في فندق هناك، وأن الحكومة الإيطالية وافقت على أن يقيم بصفته الشخصية في ايطاليا، وفي أنباء إيطاليا أنَّه سيبرحها بعد بضعة أيام، وقد تضاربت الأنباء في الجهة التي يقصدها فيما بعد، وقد صرح في منفاه بأنه رجل فقير قد يضطر إلى البحث عن عمل عن طريق الإعلانات الصغيرة في الصحف، غير أنَّه أقام مأدبة عشاء لستمائة شخص.
ولما أن تنازل فاروق عن العرش وبارح مصر، قام رفعت علي ماهر باشا بصفته رئيس مجلس الوزراء فأصدر هذا البيان للأمة المصرية:
بناء على ما تقدم في الوقت الذي نزل فيه الملك فاروق الأول عن العرش لولي عهد مصر وغادر البلاد المصرية، ينادي مجلس الوزراء بحضرة صاحب الجلالة أحمد فؤاد الثاني ملكًا لمصر والسودان، ويدعو الله أن تنعم البلاد في عهده كما تصبو إليه من رقي ومجد وسعادة، كما أصدر مجلس الوزراء المصري بيانًا للأمة المصرية أن مجلس الوزراء قد تولى منذ اليوم سلطات الملك الدستورية باسم الأمة وتحت المسؤولية إلى أن يحين الوقت الذي يجب عليه فيه أن يسلم مقاليدها إلى مجلس الوصاية، وكان الملك فاروق قد كتب قبل أن يغادر الأراضي المصرية أسماء الأوصياء في ظرفين: أحدهما أودع في خزانة الديوان الملكي، والثاني برئاسة مجلس الوزراء، فتألفت هيئة وصاية على العرش من ثلاثة، ثم اكتفى بوصي واحد، وهؤلاء الثلاثة هم الأمير عبدِ المنعم، وبهي الدين بركات، ورشاد مهنا.
[ذكر البرنامج الذى تمشى عليه الرئيس علي ماهر]
هو جيش قوي مستعد، تعديل النظام الحربي، القضاء على الاستعمار، القضاء