ففيها في ليلة الجمعة يوافق ٢٨ ربيع الأول توفي إبراهيم البليهي رحمة الله تعالى عليه. وهذه ترجمته: هو الأديب الحافظ النبيه أَبو صالح إبراهيم بن محمد بن مانع بن محمد بن عبد الله البليهي من قبيلة الدواسر نسبة إلى دوسر من الفخذ المشهور بالوداعين وينتهي نسب دوسر إلى قحطان على ما ذكره كثير من علماء النسب. وهذا الفخذ نزلوا قديمًا في بلد الشماس شمال بريدة منفصلًا عنها قديمًا. أمَّا في هذا الزمان فقد اتصلت به بريدة وكان هذا الموضع له شهرة عظيمة بحيث يقول شاعرهم:
لي ديرة عنها الموازين قبله ... شر فيها المرقب ومجرى الفواجر
يا ما دخلنا غبة الموت دونها ... ويا ما ضربنا بالسيوف البواتر
ويبالغ بعض الرواة عن قوة بلد الشماس وقد يجري بينهم وبين أهالي بريدة قتال وذلك لأن أهالي بريدة في بعض القتال كمنوا في المقطر لأهل الشماس في يوم عيد الأضحى وقتلوا من أهل الشماس عدة رجال من مشاهيرهم ويقول الشاعر الدريبي أمير بريدة يفتخر على أهل الشماس:
ضحية المقطر مهنا وكديان ... وعثمان الشيخ الشجاع العقيدة
والمراد بكديان جد البليهي بحيث نقول عبد الله بن بليهي بن كادي بن شماس بن فطاي الودعاني الدوسري وعثمان هو أمير الشماس وبقايا مرقب الشماس الذي ظل قائمًا ما يقرب من مائتي سنة تدل على قوة أهله وأن فيهم عبرة بحيث لم يبق من آثار بلد الشماس بقية كأنَّهم ما أكلوا فيه ولا شربوا.