تكرهونه، وأن لا نعاملكم معاملة الملك والجبروت، بل نعاملكم معاملة النصح والسكينة والراحة، وأن يكون أمر هذين الحرمين شورى بين المسلمين، وأن لا يمضي فيهما أمر يضر بهما أو بشر فيهما أو بأهلهما إلا ما توافق عليه المسلمين وأمضته الشريعة، وهذا الكتاب شاهد لي وعلي عند الله ثم عند جميع المسلمين، وعلى ما قلته أعلاه أيضًا عهد الله وميثاقه، فهذا الذي يلزمنا، ولا بد إنشاء الله ترون ما يسر خواطركم أكثر مما ذكر، ونرجوا الله أن يهدينا وإياكم لما يحب ويرضا ويصلح بنا وبكم البلاد والعباد، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، ويمنعنا وإياكم من سوء الفتن، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ويذل أعدائه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثير الختم، عبد العزيز بن عبد الرحمن ٢٢ صفر ١٣٤٣.
[الإشارة إلى الكتب المتبادلة بين الفريقين وجهود ضائعة]
لما تلقى الحزب الوطني الحجازي خطاب خالد بن لؤي مشغوعا بكتاب ابن سعود، كتب الحزب إلى خالد كتابا ذكر فيه أن قد وصل إليهم كتاب ابن سعود، وأنهم تلقوا ذلك بالإكرام، وأن الأمة بايعت لعلي بن الحسين لما يعرفونه من حسن، أخلاقه وحبه للمسالمة لعموم من في جزيرة العرب، واشترطوا النزول على رأي المسلمين فيما يقررونه لسعادة البلاد واستقرارها، وذلك بعدما تنازل الحسين؛ وحيث أن الإمام عبد العزيز قد ذكر في كتابه أنه سيجعل أمر هذه البلاد المقدسة شورى بين المسلمين، فقد اتفقنا والحمد لله نحن وإياه في نقطة واحدة، ثم قالوا فنرى أنه لم يبق موجب للقتال وسفك الدماء، وأصبح الحل المطلوب من الطرفين واضحا جليا؛ وحيث أن الأمر كما ذكر نكلف سيادتكم بالموافقة على إرسال مندوبين من طرفنا إليكم يكونون في أمان الله ثم أمان الإمام عبد العزيز بن السعود وأمانكم لعقد هدنة توقف القتال وتصون الطرفين عن سفك الدماء، إلى أن تحضر الوفود التي طلبنا حضورها من جميع الأقطار الإسلامية، وعلى الخصوص من جمعية