لما أن كان في السنة المتقدمة سنة ألف وأربعمائة وسبع قام الإيرانيون بثورة أمام المسجد الحرام، فقتلوا بعضًا من حجاج بيت الله الحرام، وانتهبوا ما وقعت أيديهم عليه من أموال أهل مكة التي تلي الجهة الجنوبية من الحرم الشريف، واستعملوا سواطير وسكاكين ومقارض زعموا أنها جمعوها لتقطيع لحوم الهدايا والأضاحي، فسطوا على حجاج بيت الله الحرام، وقد دافعت الحكومة السعودية على قد استطاعتها عن المسلمين والحجاج، وأصبحت الأمة يتربصون ماذا يحله الله بهم من العقوبات لأن الله تعالى قال:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الحج: ٢٥]، وقد أصيبت إيران بزلزال، غير أنها ليست بكافية لعقوبتهم وما انتحلوه من الأعمال الرذيلة السيئة، نسأل الله تعالى أن يأخذهم بذنوبهم وهو أحكم الحاكمين.
[ثم دخلت سنة ١٤١٨ هـ]
استهلت هذه السنة والأشياء الضروريات في غاية من الغلاء، فهذا سعر محروقات السيارات من البنزين والديزل وما إلى ذلك بقيمة باهظة، وبلغ سعر برميل الديزل سبعة آلاف ريال بعدما كانت قيمته ألف ريال، وسعر الغاز بقيمة باهظة، فبعدما كانت قيمة برميل عيار ٢٥ بسبعة ريالات رفعة قيمتها إلى ١٤ ريال، وأصبحت هذه القيمة وهلم ما جرى، وإذا كان هو الوقود في هذا الزمان فما على الإنسان إلا أن يشتريه بهذه القيمة الباهظة.
وفيها في ظهر اليوم الرابع من شهر محرم الموافق يوم السبت من هذه السنة أصيب شرقي إيران بزلزال شديد، ولم يعهد مثله، وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، ان أخذه أليم شديد، ولما وقع الزلزال تجلى عن قتل ألفين ومائتي قتيل وأربعين ألف جريح، هذا ما عثر عليه وإلا فقد دمر مائتي قرية منها سبع قرى