للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ساروا في ثاني يوم من شوال إلى حدود الرياض ونزلوا في الساعة الثالثة عربية من الليل، ليلة رابع شوال في جبل على مسافة ساعتين من الرياض، فعندها ترك عبد العزيز عشرين رجلًا من قومه هناك كجيش احتياطي، وتقدم بأربعين مقاتلًا من هؤلاء أخوه محمد بن عبد الرحمن وعبد الله بن جلوي ابن عمه، ولما أن وصل إلى البساتين خارج السور أقام محمدًا وثلاثين هناك، ومشى بالعشرة الباقية على غرضه.

[صفة حراسة الرياض]

كان ابن رشيد لما استولى عليها قطع كثيرًا من نخيلها تشفيًا وانتقامًا، وهدم أسوارها كلها خشية أن تعصيه ثانيةً، وتناوئه واكتفى بالحصن الذي تسكنه الحامية، وقد وقف هذا الحصن في وجه جلالة الملك في هجومه الأول، ولولاه لتم له مرامه ولتمكن من بناء السور أثناء اشتغال خصمه بمحاربة ابن صباح، ولكن الأمور مرهونة لأوقاتها، وقد أفادت ذلك خبرة بهذا الحصن، وكان ذلك الحصن قلعتان واحدة في ضمن الأخرى شيدهما ابن رشيد وجعل فيهما تسعين حارسًا رئيسهم عجلان، وكان عجلان هذا من مولدي أهل حائل وكبير الحامة من قبل ابن رشيد، وكان عبد العزيز لما مشى بالعشرة يؤمل أن يجد عجلان في بيت زوجته خارج الحصن الداخلي ولكنه لم يتمكن من الدخول إلى الحصن الخارجي، أي حصن السور إلا من البيت المحاذي، وهو لفلاح يتجر بالبقر، فقرع عبد العزيز الباب كأنه من رجال الأمير: عجلان يبتغي شراء بقرة للمضيف؟ فأجابته امرأة تقول: من أنت؟ فقال: أنا رجل من رجال الأمير عجلان، أريد من زوجك أن يشتري لنا بقرًا صباح الغد، فأجابته المرأة بقولها أخسأ فما جئت تبغي البقر يا فاجر بل جئت تبغي الفساد، فأجابها عبد العزيز: لا والله يا خالة ما أريد الفساد بل أبغي صاحب هذا البيت، فإذا لم يخرج إلي الآن فإن الأمير سيقتله صباح الغد، سمع صاحب البيت هذا التهديد فجاء يفتح الباب.

وكان عبد العزيز يعرفه من الهجوم الأول في السنة الماضية ويعرف حريمه وفيهن