وبلغ السلام المشايخ والإخوان كافة منا عمومًا ومنك خصوصًا ومن لدينا الشيخ عبد الله وعياله وإخوانه يسلمون عليك والسلام.
أما مشايخه الذين أخذ عنهم فإنه أخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأخذ أيضًا عن ابنه الشيخ العالم العلامة عبد اللطيف ابن عبد الرحمن، وأخذ أيضًا عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن، وناهيك بهؤلاء فضلًا وعلمًا وذكاءً، وأخذ عن الشيخ حمد بن عتيق، وأخذ عن الشيخ حمد بن فارس، وأخذ عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وغيرهم، وجدَّ واجتهد حتى علا نجم ذكره في الآفاق، ونصر دين الله من افتراء أهل الشقاق، فيا طوبى له غدا يوم التلاق.
[ذكر ما جري عليه من الامتحان وثقته بالله الواحد الديان]
كان له من ذلك حظ وافر ونصيب جزيل، وذلك لأن زمانه وافق اختلاف آل سعود فيما بينهم، واختلاف الكلمة وتشتت البال ومكابدة المخاوف والأهوال، واندلع إذ ذاك فتن تغدو وتروح، وأنياب الشر هناك تبدو وتلوح، فأصبح أهل الدين مخوفين بالزلازل، ومفزعين ومخذولين لا يقر لمؤمن قرار ولا يسترعن طغاة الأشرار سور ولا جدار، فقد حبس المترجم وأوذي في ذات الله ومنع وهدد عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال قصيدته الميمية التي تقدم ذكرها، وأنشا قصيدتين في شأن سجنه وأنه لا مبرر لذلك، غير أنه لا بد ولأعدائه من المحاكمة بين يدي الذي لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلا أحصاها ولا يظلم ربك أحدًا.
فيا لعباد الله من أقوال الوشاة وأهل الخوض في أعراض العلماء الذين لحومهم مسمومة، وبراءتهم لدى الله ولدى خلقه معلومة، فلا يرتدعون ويفكرون فيما يقولون وأنهم كرأى من الله ومسمع وأن الله هو الثائر لأوليائه لا يكل نصرتهم إلى غيره، ويكفينا حسن العاقبة له، وأن أعداءه لا يزالون في تأخر وتمزيق وانحلال.
ومنها تشتت شمل العلماء وطلاب العلم في ولاية آل رشيد، حتى تناءت بهم