من سليمان بن سحمان إلى حضرة جناب اللوذعي الأديب، والألمعي المصقع الأريب، المحب المقدم، والأخ الكرم "ناصر بن سعود" لا زال بالعلم والآداب في صعود، وأيامه في فوز وهناء وسعود أمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فالموجب للخط هو إبلاع السلام والتحية والاحترام ثم السؤال عن صحة أحوالكم واعتدال أوقاتكم، ونحن بحمد الله في أحسن حال وأنعم بال والخط الشريف والجواب اللائق الرائق المنيف، وصل إلينا وكان من أكبر المنن علينا، ولكني أقول:
أتاني على عظم الخطوب الشواغل ... الوكة ذي ودٍ نصيحٍ مواصل
يذكرني عهد المحبة والأخا ... وعصرًا مضى بالطيبين الأفاضل
ويبكي على نصر الهدى بعدما عفت ... معالمه وأبلولجت بالنوازل
ويهدي خلال الخير نصحًا لخله ... على أنها تعلى يفاع المنازل
فأهلًا بها أهلًا وسهلًا ومرحبا ... هدية مأمونٍ سليم الدغائل
ولكنني لا أستطيع جوابها ... وما الله عما يعملون بغافل
ولي كبد مكلومة لو أبحت ما ... أجنته لأستعدي العداء كل جاهل
فأعف أخاك اليوم عن درك الذي ... تؤمله مني لعظم الشواغل
وأبلغ لإخوانٍ وصحبٍ أجلةٍ ... سلامًا كصوب المعصرات الهواطل
عدادًا وما لاحت من الأفق أنجمٌ ... وهب نسيم بالضحى والأصائل
وإني وإن قصرت عن نيل سعيهم ... وخلفني ذنبي وسوء التكاسل
أود لهم خيرًا وأرجو بحبهم ... لحوقًا بهم في عاليات المنازل
فمن طلب العلم الشريف بنيةٍ ... تسامى إلى شأو العلى والفضائل
ونال المنى واستر بالفوز والهناء ... فطوبى له إذ نال خير الوسائل
وصل على خير الأنام محمدٍ ... وأصحابه والآل أهل الفضائل
ثم قال: هذا والمأمول المسامحة، فإني كتبت ارتجالًا وسودتها عجالًا، ولا يسمع بها إلا من هو من أهل المحبة والصفا، فأنا في محل وزمان ربما يخفى عليكم غايته،