ففيها كمل خمسون عامًا من ولاية صاحب الجلالة والمهابة الملك عبد العزيز ابن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، وذلك في ٤ شوال منها، فهمث الشعب من أقصاه إلى أقصاه وقامت البلاد معلنةً سرورها وابتهاجها بمضي خمسين عامًا على فتح الرياض وتأسيس هذه المملكة السلفية العظمى التي بها علا دين الإسلام ونصر، وقضى بها على البدع والخرافات وعبادة الأوثان والتمسح بحجر الأولياء والصالحين، وناهيك بهذه النهضة التي قام بها، فلو أنها توفرت في زمن الأمويين والعباسيين للهجت بها الألسن وملئت بها التواريخ.
إن عبد العزيز بن عبد الرحمن رجل عظيم أشرب منذ نعومة أظفاره بما جرى عليه السلف الصالح من توطيد دين الإسلام، وإخلاص العبادة لله وحده، ونصرة الدين وأهله، فمن أجل ذلك أعانه الله تعالى وأيده ونصره، وأعزه، ولينصرن الله من ينصره، ومكن له في الأرض ومن كان مع الله كان الله معه، ففتحت له كنوز الأرض، وجمع شتات العرب، ونشر الأمن في ربوع الجزيرة، وأمن الله به بعد الذلة، وكثر به بعد القلة، وبينما كانت الأمة تهيئ الاحتفالات وتعد المهرجانات لإقامة عيد ذهبي إذا بصاحب الجلالة ينشر أوامره برفض ذلك العيد نزولًا على حكم الإسلام بأنه لا يشرع أعيادًا إلا ما شرعه الله ورسوله، كعيد الفطر والأضحي، غير أنه تمكن بعض الجهات من توزيع الصدقات، وتعالت الأصوات بالحمد والثناء لله الذي منَّ على المسلمين بهذا الملك الذي فضائله كنار على علم، فإجابة للطلب ونزولًا تحت الركبة ثنت الأمة عزمها واتخذت الدعاء له والثناء عليه عوضًا عن العيد، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويكفى شرفًا له قوله في بعض خطبه: يقولون أننا وهابية، والحقيقة أننا سلفيون محافظون على ديننا، نتبع كتاب الله وسنة رسوله، وليس بيننا وبين المسلمين إلا كتاب الله وسنة رسوله، ولقد صدق القائل: