وجادت عاطفة صاحب الجلالة عبد العزيز بن السعود على أهل بريدة بأن جعل عمالًا ينقبون عن الماء في موضعين من البلد: أحدهما يقع غربي قصر الحكم في وسط بريدة، والثاني يقع في مجرى وادي الخبيب الجنوبي المعروف بالصقعاء، وقد استمر العمل بالمكائن الارتوازية، غيي أنه لم ينجح إلا بعد أربع سنين، وكانت واردات أمريكا من القماش والحبوب وأنواع السيارات تفوق بكثير على ما سواها، هذا وقد عجت الإذاعة السعودية في مدينة جدة بالإذاعة والأخبار تذيع الأخبار وتنشر شيئًا من الأدب والتفسير وتلاوة القرآن.
ولما حججنا في هذه السنة رأينا من نشر الأمن وبذل الجهود في راحة الحجاج شيئًا عجيبًا، وبلغ عدد الحجاج الذين وقفوا بعرفات أربعمائة ألف وخمسين ألفًا، وحج بالناس في هذه السنة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن سعود.
هذا وقد تغلبت روسيا في هذه السنة على الصين وبسطت حماية ملكها عليه، وتفوقت في الصناعات، وظهرت مظهرًا عجيبًا في التقدم، وجعلت تتقرب إلى المسلمين لتزيل الأثر الذي علق في نفوسهم من مناصرة الصهيونيين وميلهم إلى المناصرة للعدوان الصهيوني.
أما بريطانيا فإنه لما كان قبل هذه السنة بعشرين عامًا بدي في استخراج البترول بواسطة الشركة الأمريكية، واتخذت مدينة الظهران قاعدة رئيسية لحقوله، وبما أن كمية استخراجه جعلت تزداد يومًا عن يوم مما يبشر كستقبل زاهر وحصول على مال منه وفير، كما مدت أنابيب من أبقيق إلى ميناء صيداء بلبنان قبل هذه السنة بسنتين تسهيلًا للنقل، حتى بلغ طول هذه الأنابيب سبعمائة واثنين وخمسين ميلًا، فإن بريطانيا لا تزال تتجرع مرارة فوات هذه الشركة، وكيف أنها لا تحل مكان أمريكا، ولقد كانت تبيت عرقلة المساعي لنجاح هذه الشركة بإزالة جهدها، غير أن الحكومة السعودية لا تزال متيقظة لدسائسها، وساهرة على شعبها، وسنلوح لذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى عند ذكر معادن المملكة وحاصلاتها.