اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن: ١٦]، وفي آية أخرى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: ١١]، وبما أن الجبهة الجنوبية القريبة يطلق عليها اليمن الشمالي واليمن الجنوبي فلا بد أن تعود المياه إلى مجاريها، وكان هو المتعارف في هذه الأزمنة، ولقد بقيت هذه السنة في الحروب والانشقاقات ما لله به عليم؟
[ذكر البلاء والنزاع ما بين الأمم]
لما تحررت أفغانستان من المحتل روسيا وشرها وتعسفها نشأ خلاف بين الأهالي في طلب الرئاسة، وحصلت عداوة، وجعل الله بأسهم بينهم، فقامت الحكومات الإسلامية لتسكين ذلك النزاع، وعلى رأس المصلحين الحكومة السعودية فقد بذلت قصارى جهدها في جلب النصائح وبذلت المساعدات المالية والمواد الغذائية لهم، ولأن الله تعالى لم يشأ اجتماعهم وتفريق أفغانستان شيعًا وأحزابًا، فقد قام الرئيس حكمتيار بخطف الرئاسة لنفسه ونازع رؤساء آخرون، استهدفت البلاء للقصف والضرب، واستعملت القنابل الصاروخية الموجهة من بعضهم إلى بعض، وأصبحت العاصمة كابل مهددة بضرب المدافع الثقيلة وقنابل الطائرات، فكانت محاطة من جوانبها بالأخطار، كما أن متنازعي الرئاسة الآخرين لم يزهدوا في خلق المشاكل وإحداث القلاقل مما لم تشهده الأفغان في قديم الدهر وحديثه، وكان الذي يتنازعون الرئاسة بعدما غضب الله عليهم بنزع الكابوس الروسي وتخلصوا من الشيوعية، واستمرت الحرب والضرب، فتارةً ترتفع تلك الفتن إلى عنان السماء، وتارةً تسكن نوعًا ما، غير أن الأمة عجزت عن إطفاء تلك الفتنة العمياء التي دمرت البلاد والعباد.
أما عن الصومال فإن النزاع لا يزال مستمر فيها.
أما عن كشمير وأذية المسلمين هناك فحدّث ولا حرج، وما وقع من هذا النزاع فهو سياسة أجنبية يريد الآثمون فيها القضاء على الإسلام وأهله، ولو فكر