ورأيه، وكان عطاؤه عضاء من وثق بالله بحيث لا يخشى الفقر، وكان كثير اللهج بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وعليه سيما الهيبة التي لم تحصل للملوك ولا للأمراء، ولم نسمع بها لغيره من العلماء والرؤوساء مع تواضعه ولين جانبه وخفض جناحه لطلاب العلم والسائل والمستفد وذي الحاجة والفاقة.
وبالجملة ففضائله أكثر من أن تحصر؛ وأشهر من أن تذكر، ولقد تضمخت ألسنة أعدائه بمسبته في أول ظهوره حسدًا وبغيًا كما قال الشاعر:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم
ومع ما يسمع من الأذى وينقل إليه وينمي يتضرع إلى فاطره أن يشرح صدور أعدائه للحق، وأن يسهل لهم قبوله ويعاملهم بعد القدرة بالصفح والعفو والمغفرة، ويسارع إلى قبول معذرة من جاء إليه معتذرًا من العلماء والرؤوساء لما وفدوا إليه منقادين وأذلهم الله بين يديه، فما وبخ ولا أهان بل أبدى البشاشة والعطف كأن لم يصدر منهم شيء، وهذه صفات كما قال الله عنه:{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[فصلت: ٣٥]، ولو أرخينا عنان القلم لطال الكلام ولخرجنا عن المقصود.
[ذكر مؤلفات الشيخ]
أما مؤلفاته فهي الموارد العذبة اليانعة تدل على قدر مؤلفها وفضله ومكانته في العلم، إذ هو العالم الذي لا يبارى والجواد الذي لا يجارى، نفع الله بها المسلمين وجعلها للموحدين وهي عديدة ومسائلها مفيدة،
فمنها كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وهو كتاب لم ينسج مصنف على منواله، ولقد بارك الله بهذا المؤلف وشرحه العلماء، مثل الشيخ سليمان بن عبد الله، والشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، والشيخ حمد بن عتيق.
ومنها كتاب كشف الشبهات الذي غدا بين الأمة جواهر لا قيمة لها.
ومنها كتاب ثلاثة الأصول، وشروط الصلاة وأركانها وغير ذلك، ثم ختمه