وبعد ذلك رجع إلى جدة وقد انهالت الجموع مصطفة من طبقات الشعب من مدخل القصر الملكي في جدة حتى الكيلومتر الرابع والعشرين. فترجل بعدما أوقف موكبه الميمون مصافحًا كبار الشعب والدولة.
ولمَّا كان في ضحى يوم السبت ٧/ ٣ قدم لمبايعته عدد كبير من العلماء من أهل الرياض وعلى رأسهم حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عمر بن حسن بن حسين رئيس هيئات الأمر بالمعروف في نجد فتلى الشيخ وثيقة البيعة ثم بايع الجميع ومن بين هؤلاء الشيخ عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ والشيخ عبد الله بن الشيخ عمر بن عبد اللطيف وغيرهم.
[بيعة أهل القصيم]
لمَّا كان في يوم الأربعاء الموافق ١١/ ٣ - ١٨ نوفمبر تقدمت الأعيان والوجهاء من العلماء والأمراء والوجهاء وكل مسؤول من الموظفين وأرباب الدوائر وأهل الحل والعقد وعلى رأسهم صاحب السمو أمير مقاطعة القصيم عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد إلى بيت القاضي الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في وسط العاصمة بريدة حتى كان عدد الحاضرين من الرؤساء لا يقل عن ألف وجيه. وهؤلاء الذين يمثلون العاصمة وضواحيها فوقعوا وثيقة المعاهدة والمبايعة وهي أنَّه كان قد تقدم في سنة ١٣٥٢ هـ "لكم علينا مبايعة وإننا نؤكدها اليوم ونبايعك أيها الملك على طاعة الله ورسوله وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره. ونرجو لكم التوفيق".
ثم إنَّهم صافحوا يد وكيل نائبه على مقاطعة القصيم. وهكذا صنع سائر المقاطعات في المبايعة للملك الجديد. وقد ازدهرت البلاد وفرحت الأمة به سائلين الله أن يكون خير خلف من خير سلف وعلقوا آمالهم بعد الله عليه.