للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمنازل عندما مرَّ عليها، وقد هلك بسببه أنفس بشرية وحيوانات، وتسبب بأضرارٍ كثيرة، نسأل الله تعالى أن يلطف بالمسلمين ويجعل الكفار عبرة للمعتبرين، وقد تقدمت إصابات للفلبين واليابان بهذه الآيات والقوارع ولا ريب أنها عقوبة للعصاة، وتذكير للمسلمين ليعتبروا ويتعظوا بغيره، اللهم اجعلنا متعظين.

[مؤتمر السلام في الشرق الأوسط ٣٠ أكتوبر ١٩٩١ م]

لما كان في ٢٣ ربيع الثاني من هذه السنة اجتمع المندوبون لهذه المهمة في مدريد عاصمة إسبانيا من السعودية ومصر وسوريا والأردن والكويت وفلسطين واليهود وبريطانيا وفرنسا واليابان، وتأهب الرئيسان عظيم أمريكا وعظيم روسيا وغيرهم وهنا منتدبون من الدولتين العظيمتين وغيرهما، ولا ريب أن الأمة قد سئمت من حالة أهل فلسطين ومن حالة لبنان، وجلسوا على مائدة المفاوضات لاتخاذ إجراءات حول هذه القضية، ولا ريب أن حلها بيد أمريكا إن اهتدت إلى ذلك سبيلًا، واستشرفت الأمة إلى ما ينتج عن هذا المؤتمر العظيم، وكان يوم الأربعاء ٢٣ ربيع الثاني يومًا مشهودًا حضره مندوبوا رؤساء الخليج من قطر والبحرين والإمارات ووجهت الروادو والتلفزيونات لاستماع الأمر الأخير الذي سيصدر عن هذا المؤتمر مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، ولا يعلم إلا الله هل يكون ذلك البارق مؤذنًا بما فيه الخير أو يكون برقا خليًا كبروق غالب المؤتمرات الأخيرة، وإن إغلاق مدينة القدس ومنع المسلمين فيها من المسجد الأقصى الذي كان تحت سيطرة اليهود، الآن يفتحونه ويغلقونه بحيث لا رادع ولا منقذ له ليس بالأمر الهين لدى من تقله الغبراء وتظله الخضراء من أمة الإسلام الذين يشهد لهم التاريخ بالفتوحات والغيرة على بلادهم ودينهم وشرفهم، وينتظرون بفارغ الصبر ماذا تنتهي إليه أمر إسحاق شامير الذي قيل فيه وفي أمثاله إذا غابت أسد الشرى سادت الثعالب، فأين الغيرة يا مسلمون؟ وأين الأنفة يا مؤمنون؟ .