فلما أن سلموا عاد ابن سعود إلى الرياض ومعه زعمائه آل هزان إلا واحدًا منهم استأذن بالسفر إلى حوطة بني تميم لأشغال هناك فأذن له بذلك ولكن أخاه راشد، أحد الذين سلموا كتب يشير عليه بالفرار وأنه لا حق به، فوقع الكتاب بيد عبد العزيز، وكانت النتيجة أن صاحبه معاتبًا بعد أن كان مكر ما مع الضيوف في الرياض.
وفيها أعني في هذه السنة كانت رحلة البتنوي، وقد ذكر في رحلته مكتبة الشيخ عارف حكمت، وقال عنه أنها آية في نظافة مكانه وحسن تنسيقها وترتيب كتبها، وكانت هذه المكتبة المشار إليها أراد صاحبها أن يسير به إلى الإمام ولكن عاجلته المنية قبل ذلك كما تقدم.
[ثم دخلت سنة ١٣٢٨ هـ]
استهلت هذه السنة بخروج العرائف وهم آل سعود الأدنون، وهم الذين كانوا سابقًا أسرى في حائل، فجاء بهم ماجد بن حمود بن رشيد إلى عنيزة، فقاموا يجتازون إحسان عبد العزيز من الأسر والقتل كما مر بنا في حوادث فتح عنيزة فقاموا يجازون إحسان عبد العزيز بالعصيان والتمرد وقد يكون بين فتنة آل هزال وخروج العرائف صلة سرية أو أن أحدهما سبب للأخر.
وهذا من أسباب النقض الذي جعله الله عز وجل نقمة على العرب حيث تسلط بعضهم على بعض وقطعت الأرحام وقد طالما نكثت العهود وقتل بعض العرب بعضا، كما ذبح خزعل أمير الحمرة وذبح مبارك بن صباح أخويه وذبح بندر بن رشيد عمه وقتل محمد بن عبد الله بن رشيد أبناء أخيه خمسة وقتل أبناء عبيد بن رشيد أولاد عمهم وقتل سعود بن حمود أخاه سلطانًا وقتل آل سبهان سعودًا هذا وقتل بعد ذلك آخر الأمراء من آل رشيد قريبه كل ذلك طمعًا في الملك والإمارة.
ولقد طهر الله عز وجل حاشية آل سعود وتاريخهم من دنس دم ذوي الأرحام