إلى آخرها وهي طويلة حسنة لولا خشية الإِطالة لأتينا بها. والله المستعان. وعليه التكلان.
[ثم دخلت سنة ١٣٨٣ هـ]
استهلت هذه السنة والعالم في مشاكل عجزت الأمة عن حلها، فهذه كوبا نشبت لأجلها المشكلات والخلافات بين أمريكا وروسيا وأصبحت كلتا الدولتين تهدد الأخرى وما زالت روسيا تنذر وتحذر حتَّى دوت صيحات العالم خوفًا وهلعًا من اندلاع نار الحرب التي سببتها مشكلة كوبا المزودة بالصواريخ مما جعل أمريكا تفرض حصارًا محكمًا عليها وأنذرت بأن كل سفينة محملة بالأسلحة سوف تغرق، وهبت روسيا لما رأت حليفتها بهذا الموقف لنجدتها مما جعل هاتين الدولتين العظميين تتسابقان في ميدان القوة الصاروخية. وهذه اليهود تفعل ما تشاء في فلسطين وتحكم ما تريد ولا وازع ولا رادع لأفعالها ضد العرب. أمَّا عن الحرب اليمانية التي ثارت في السنة المتقدمة وذهب ضحيتها خلق كثير من اليمنيين والمصريين وعمَّ بسببها الدمار وقتل الأطفال والعجزة فقد نصح المشير عبد الحكيم عامر رئيسه جمال بإنقاذ الجيش المصري من الكارثة المحتومة بنصيحة تتضمن ست مواد:
أولًا: صعوبة المواصلات في جهات القتال لأنَّ الملكيين في المناطق الجبلية فلا تصلها القوات الآلية.
ثانيًا: الحرب في اليمن لا يمكن أن تنتهي بسهولة ولأن قوات البدر تزداد قوة وتسلحًا.
ثالثًا: ثبت بصورة قطعية عدم جدوى استخدام سلاح الطيران إذ أن القوات الملكية تلجأ إلى المغاور والكهوف لحماية نفسها من قنابل الطائرات وصواريخها.