لقد مرض رؤساء أهالي جدة مرضا حسيا ومعنويا أما الحسي فنعم مرضوا بالأمراض السارية كالملاريا وغيرها من الأمراض، وأما المعنوي فيما كانوا يسمعونه من الأخبار التي شوهت بالإخوان وكذبت عليهم ما كان يحدذ الكربة ويزيدها بالهول الإخوان ويا للفظاعة ويا للعار تد عاهدوا بني جابر وبعض الأشراف الذين دينوا وأمنوهم، ثم حملوا عليهم فذبحوهم كلهم الرجال منهم والنساء والأطفال قد عاهدوا الجداعين وأمنوهم على حياتهم وأموالهم ثم ذبحوهم عن بكرة أبيهم، الإخوان يضربون أهل جاوة في الحرم، ويمنعونهم عن الصلاة وعن التدريس في الحرم، الويل لمن يرى الإخوان سكاره بيده فإنهم يشبعونه شتما وضربا، الإخوان يحجزون البيوت بمكة ويبيعونها، الإخوان يهدمون بيت المولد النبوي، وبيت السيدة فاطمة الزهراء، وضريح السيدة خديجة، الإخوان هدموا كل قبور الصحابة والأولياء وآل البيت في المعلاة، وهدموا مسجد حمزة ومسجد أبي قبيس، وهدموا وفعلوا، وما هي إلا إشاعات مكذوبة صدرت عن السنة تبهرج وتنفر الناس عن اسم الوهابية، ومن لم يراقب الله ولم يستح من خلقه فليفعل ما شاء.
ونزيد المقام توضيحا فنقول عندما دخل الإخوان مكة، جاء عربان الجدعان وبني جابر وبعض الأشراف إلى الأمير خالد بن لؤي موحدين طائعين دخلوا في دين التوحيد، ودينوا فأعطاهم خالد الأمان على أرواحهم وأموالهم وأذنهم بالرجوع إلى منازلهم التي تبعد مرحلة ومرحلتين عن جدة إلى الشرق الجنوبي، ولكنهم بعد أن عادوا من مكة جاءوا يقدمون الطاعة للملك علي وشرع بعضهم يقطع الطريق بين جدة ومكة، فأرسلت القيادة النجدية سرية عليهم للتأديب، ولجمع السلاح فأبى الجدعان أن يسلموا سلاحهم، فنشبت بينهم وبين الإخوان معركة دامية انتهت بهزيمة الجدعان وفرارهم في السنابيك إلى جدة.
أما بنو جابر فمنهم من سلموا سلاحهم ومنهم من فروا هاربين فركبوا البحر