في الفظاعة أوجها من إلقاء الطائرات قنابلها على القرى الآمنة وإطلاق المدافع والرشاشات وقتل الأبرياء والضعفاء وتعذيبهم وارتكاب وسائل الإِرهاب ومصادرة الأرزاق. وهكذا أخذت المسألة يتطور أشكالها وسيأتي بقية ذكرها إن شاء الله تعالى. ولما إن كان في مبتدأ هذه السنة قامت إسرائيل بعدوان صارخ على منطقة العوجة المجردة من السلاح وكانت هذه المنطقة واقعة على حدود مصر فأقامت استحكامات وأسلاكًا شائكة بهذه المنطقة وقد وصل مراقب الأمم المتحدة في تلك المنطقة إلى القاهرة ليقدم تقريره عن الحالة فيها فبادرت الحكومة السعودية بتأييد مصر إزاء هذا الاعتداء وأن وفدها الدائم لذى الأمم المتحدة سيكون إلى جانب الوفد المصري في القضية ويؤيده كل التأييد.
وفيها في آخر محرم قدم بطريق الجو من الرياض إلى الطائف سمو الأمير عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة حائل للسلام على صاحب الجلالة الملك عبد العزيز ثم طار الأمير من الطائف بعدما تشرف برؤيته إلى جدة للسلام على ولي العهد وهذه آخر لقيا بينه وبين الملك عبد العزيز.
[ذكر مرض عاهل الجزيرة وفقيد العروبة]
كان قد أصيب في تلك الحروب التي خاضها برصاصة في إحدى ركبتيه فكان في آخر حياته يتألم من القيام بعد الجلوس ويتألم كذلك من الجلوس إذا نهض غير أنَّه كان يتجلد وربما عمل له تدليكات ويرتاح إلى بعض العيون الساخنة، وقد أهدى له روزفلت الرئيس الأمريكي عربة فكان يركبها وتدف من خلفها وهي وإن كانت مريحة غير أنَّه فقد رياضة المشي والحركة ثم أنَّه أصيب قبل وفاته بمرض قلبي وكان إذ ذاك في الحجاز يتردد بين الحوية والطائف ألزمه مرضه الأخير الفراش شهرًا ودعي له طبيب ماهر فقرر الطبيب أن لا يكون على جسمه شيء من المعادن حتى ولا خاتمه كأنَّه رأى