قال الله تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}. لمَّا فرغت عمارة المسجد النبوىِّ كما قدمنا أخذت الحكومة السعودية في بناية مسجد مكة المكرمة ففي ٢٣ شعبان من هذه السنة وضع الحجر الأساسي لبناية المسجد الحرام وتولى العمل شركة بن لادن وذلك بأنَّه لما فرغ العمال والمهندسون من عمارة حرم المدينة ومسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر الملك سعود بأن تصرف جميع المعدات إلى المسجد الحرام وعمارته فقامت الشركة بمهاتها وأهوالها وجراراتها وآلات الهدم للتوسعة وما إلى ذلك مما تطيقه القدرة البشرية وكان المشروع ضخمًا جدًا غير أنَّه يتلاشى كل أمر صعب بتوفيق الله ثم قوة العزيمة وصدق النية وحسن العقيدة. فأخذت الحكومة جميع ما حوالي المسجد شراء وتقويمًا بحيث تطلب المشروع إلى مئات الملايين. والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا. وإنَّها لحسنة خالدة في تاريخ المملكة العربية السعودية. وقد جعل لذلك المشروع موازنة وقدرت النفقات وقيم البيوت والمساكن التي هُدّمت وأخذت آلات الهدم في مسحها وإزالتها بخمسمائة مليون ريال وثلاثة عشر مليونًا. غير أنَّ العمارة لا تزال تتضخم جدًا، ويقول ذوو التقدير والمعرفة بأنَّه يحتاج ضعفها. وكان أول شيء بداية المسعى وما يليه بحيث أقيم له سطح على وضعه مساويًا لسطح المسجد الأسفل. وسنأتي بشيء عن العمارة بعد انتهائها.
وفيها في محرم وصل معتمد المعارف عبد العزيز بن الشيخ محمد بن عبد الله التويجري والده قاضي جيزان السابق وقد قام برفقة المعتمد الجديد الأستاذ عبد الرحيم صدقي المفتش بوزارة المعارف ليستلم من ذاك ويسلم هذا.