لما أخذت الدبابات في قصف القصر الملكي أخذت ضدها مقاومة الإِمام البدر واستمرت طوال الليل وجزءًا كبيرًا من نهار اليوم التالي وكانت ست دبابات تقصف القصر وتقف وراءها عشرون دبابة أخرى. وفي عصر اليوم أخرجت من الناحية الجنوبية مدافع الميدان والمدافع المضادة للطائرات وأخذت تطلق قذائفها على القصر، وكانت قوات الإِمام تقاومها بالمدفع الرشاش ثم أنَّه انتقل من الدور الأعلى في القصر إلى الذي يليه بعد أن هدمته قذائف المتمردين. فلما اشتدَّ القصف وكاد القصر أن يتهدم على من فيه من السكان وهاجموا دار البشائر التي يقيم فيها الإِمام الجديد محاولين قتله. وبالرغم من أن داره لم تكن مصممة بطريقة تسمح للدفاع عنها فإن الإِمام وحراسه دافعوا مدة ١٢ ساعة إلى أن نفذت الذخيرة وأدرك البدر أن لا جدوى من الاستمرار في المقاومة فقرر الخروج من القصر بعد أن أخلاه من أهله وأولاده وخرج بملابس عادية متنقلًا إلى البيوت الملاصقة للقصر، وهناك أخذته امرأة من الشعب لا يعرفها فأدخلته في منزلها وأعطته ملابس وغيرت ملابسه، وخرج إلى الشارع ثم تسلل بالليل من صنعاء مع خمسة من الرجال وما أن بارح أسوار المدينة سائرًا عبر الجبال في اتجاه بلدة حجة الواقعة نحو ٧٥ كيلومترًا من العاصمة حتَّى التفَّ حوله أربعمائة مقاتل، ثم زادوا في اليوم التالي ١٥٠٠ مقاتل وجعل يتنقل من مكان لآخر وأتباعه يزدادون في كل لحظة، وكلما مرَّ بقبيلة من القبائل تبعه رجالها ونساؤها وأطفالها. ولما تكاثرت القوى بين يديه أوجد مكانًا لقيادته. أمَّا عن السلال والمتآمرين معه فكانوا ينتظرون الإِمدادات من مصر وما أحسن ما قاله بعضهم: