لكن الذين نحاربهم الآن ليسوا اليهود، إنما هم دول الاستعمار الغاشمة التي تتجاذب مطامعها بلاد العالم لتخضع الضعيف لنفوذها واستغلال، وأكبر دليل على ذلك أن أمريكا التي لم تتفق مع روسيا في أية مسألة قد اتفقت معها في فلسطين، وأطال موضحًا سياسات الدول في هذه القضية، وبذلك تعلم سوء تصرفات عبد الله بن الحسين الشريف وخيانته للجامعة العربية، وما الله بغافلٍ عما يعمل الظالمون.
[ذكر ما جرى بعد الجهاد في فلسطين]
أعلنت وزارة الدفاع السعودية لعموم عوائل الضباط، وضباط الصف والجنود الذين استشهدوا في فلسطين، ونشرت أسمائهم سابقًا في الصحف المحلية في العام الماضي بلزوم مراجعتهم المحاكم الشرعية في الجهات المقيمين فيها حاليًا، وإثبات وراثتهم الشرعية لكل من له مورث من هؤلاء الشهداء وإرسال صورة من صك الوراثة بعد إرفاقه بمعروض رسمي يرسل بعنوان هذه الوزارة لإحالته لوزارة المالية إنقاذًا للإرادة الملكية التي تفضل بها جلالة الملك المعظم، وأمر باستمرار صرف رواتب هؤلاء الشهداء لعوائلهم شهريًا، ثم إنها قامت ملوك العرب الذين باتوا بلا مأوي بعدما أخذت اليهود أوطانهم ومساكنهم فأمسوا ضائعين مشردين، الأرض فراشهم والسماء غطائهم، أضف إلى ذلك إهانة المسجد الأقصى الذي هو أولى القبلتين، حيث كان هدفًا لقنابل مدافع اليهود، فأصبح بنائه متصدعًا.
فيا أمة الإسلام، ويا جيش محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - أين شجاعتكم؟ أين صرامتكم؟ أين حميتكم؟ أين أنفتكم؟ أما كان آباؤكم الأقدمون أولئك الضراغم الذين أخافوا فارس والروم ودانت لهم الأمم الأخرى.
ولقد فشلت هيئة الأمم المتحدة في حل قضية فلسطين، وترتب على قيام دولة إسرائيل تشريد سبعمائة ألف وسبعة وخمسين ألفًا من عرب فلسطين وجلائهم عن بلادهم.
وفيها في آخر الحميم الأول نزل غيث عظيم على نجد، وكان شدة وقعه