السفير بصنعاء، ثم ألقى القبض عليه واحتجزه وصاحبه في مكتبه، وأبان بأنه لا يسلم من القتل حتى يفتدي نفسه بمليون ريال، فلبث السفير من ظهر اليوم المذكور إلى الصباح من يوم غد بحالة يرثى لها، ولبث على هذه الحالة عشرين ساعة من يوم ١٨/ ١٠ قد حرم النوم والراحة، ثم إنها استطاعت الحكومة اليمنية من أن تقبض على الجاني وذلك برشقه بالشاي الحار في وجهه، وقد حاول الجاني بأن يلقي القنبلة وأطلق رصاصتين، لكنه لم يصب أحدًا بأذي، ومكن الله منه وألقي القبض عليه، وبعد التحقيق عنه تبين بأن لبس له هدف سوي دفع مليون من الريالات إليه، وقد رفعت الحكومة السعودية شكرها لوزير الداخلية اليمنية وحكومة اليمن.
[تحرير أفغانستان]
في يوم السبت ٢٣/ ١٠ سقطت كابل عاصمة أفغانستان بأيدي المجاهدين، وانتصر أهالي أفغانستان على روسيا ومن انخدع لهم بعدما فرَّ الحاكم الأول نجيب الله، وقد استبشر المسلمون بهذا النصر: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ} [الروم: ٤، ٥]، ولكنه يخشى من تنافس الرؤساء علي السلطة، وبعث ملوك العرب ورؤسائها يحثون الأهالي على الاعتصام بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا، وأن يتفقوا علي جعل رئيس، وقد دخل القائد بالجيش الإسلامي أحمد شاه مسعود، وكان ذلك بطريقة سلمية، وكان الجيش قد سيطر على جميع الأماكن الحساسة، ولكن قلب الدين حكمتيار الذي كان ينازع على الرئاسة يخشى منه، ولهذا فإن الأمة رأت تتويج صبغة الله، واختاروه رئيسًا، وهذا بعد جهاد مرير دام بضع عشرة سنة، وما زال المجاهدون في كفاحهم حتى نصرهم الله تعالى وكانت الإمدادات الإسلامية من أطعمة وأكسية متوالية على المجاهدين حتى فتح الله عليهم، وفي كلام الحكمة:"إياك والسآمة فتقذف بك الرجال خلف أعقابها"، ومن العجائب، والعجائب جمة سقوط الحكومة الأولى، سقوط روسيا التي ناصرتها، نسأل الله أن ينصر دينه ويظهره على الدين كله ولو