للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن المتعصبين لهذه البدع الشركية من يزعم أن هذه البنايا التي على القبور شرف للمقبورين وتعظيم لأهلها وأنها تضيء على أهل الدنيا إضاءة الكواكب، ولقد كان من المعلوم من شريعة الإسلام التي جاءت من طريق المشرع صلوات الله وسلامه عليه، أن الرسول لعن المتخذين على القبور المساجد والسرج وأمر بإزالة البنايا، وما كان ذلك تعظيما لأهلها إنما تعظيمهم محبتهم والدعاء لهم والترضي عنهم وتنفيذ رغباتهم بعدم الغلو فيهم والاطراء؛ كما حرق أمير المؤمنين علي الذين غلو فيه.

فهلموا بنا عباد الله نتمشى على هدي الرسول وندع كل بدعة تخالفه، ومن هذه الإشاعات الباطلة اختلاق أدعية: كقول الملك علي بن الحسين لقائد فرقة النصر تحسين باشا الفقير، جاءنا اليوم الإثبات من عمان أن حائل سقطت بيد قبائل شمر وإن سلطان الدويش قد استولى عليها بمساعدة شمر.

ولقد كان الأولى بتحسين باشا أن يكون قائد فرقة البوار لأنه قاد الحملة في سنة البكيرية على ابن سعود فخاب، وبعد عشرين سنة قاد هذه الحملة من سوريا على ابن سعود في الحجاز، فخاب أيضًا وباء بالبوار.

[أعمال ابن سعود لتموين مكة]

لما تم خط الدفاع الذي سواه الملك علي في جدة حال ذلك الخط دون تموين مكة من ثغرها الأقرب لها، ولقد عمل ابن سعود على احتلال الليث ورابغ قبل أن يسافر من الرياض، وأصدر الأوامر إلى قواده بفتح القنفذة التي هي أول الثغور الداخلة في حوزة ابن سعود حينما مشت جيوشه إلى عسير بعيدة، والليث كان أقرب منها لذلك بادرت القيادة في الحجاز إلى احتلالها، ولكنها لما مشت السرية إلى ذلك الثغر لقيت من أشراف ذوي حسن بعض المقاومة، فاشتبكت وإياهم في معركة دامت بضع ساعات وانفصلت عن كسرة ذوي حسن، ففر منهم البعض وسلم الآخرون، وأصبحت الليث في حوزة ابن سعود.