كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان

ثم دخلت سنة ١٣٨٢ هـ - تعبيد جبل كراء - ج: 5 - ص: 330

عبد العزيز وزيرًا للداخلية وتعيين إبراهيم العنقري وكيلًا لوزارة الداخلية. وكانت مباشرة الأمير سلمان في ١١/ ٩. وفق الله الجميع وحفظهم وسددهم.

وفيها صدرت ميزانية عام ١٣٨٢ و ١٣٨٣ هـ ألفين وأربعمائة واثنين وخمسين مليونًا ومائتي ألف ريال وصدق عليها الملك. وفي هذه السنة استطاعت حكومة جلالة الملك سعود نتيجة لسياستها المالية الرشيدة أن تسدد في نهاية العام المالي جميع ما عليها من ديون خارجية وداخلية. وكان دين الحكومة في نهاية عام ١٣٧٧ هـ بعد تعديله بسعر الصرف الجديد يبلغ ١٧٨٦٣٩ مليون ريال وذلك بسبب الارتجال في استعجال نهضتها العمرانية دون تخطيط وباتباع سياسة غير سليمة. فبذلت منذ خمس سنوات جهود لإِنقاذ البلاد من الهاوية التي كادت أن تتدهور فيها من النواحي الاقتصادية وأُعيدت الثقة بالعملة السعودية.

[تعبيد جبل كراء]

لمَّا عزمت الحكومة على تعبيد طريق يصل مكة بالطائف. رأت أن يكون الطَّرِيق من جبل كراء وشقه وتعبيده. وبما أن الطائف مدينة مرتفعة لا يمكن جعل الجبل نفقًا للعبور فإن الهيئة جعلته يصعد في منحنيات وواجه ذلك صعوبة ومشاقًا بحيث يمر بالهدى والجيل، وإن كان أصعب الطرق في التعبيد فإن ذلك العمل الجبار في النسف والحفر والشق والردم وإقامة الجسور لا يزال مستمرًا في تقدمه بهذه السنة. وبما أن تعبيده آية من المتاعب فإنَّه أصبح مريحًا في الصعود والهبوط وذلك لطول الجبل وارتفاعه، ولم تكن السيارات على اختلاف أنواعها تلاقي كلفة ومشقة بالنسبة إلى منظر جبل كراء الذي بلغ غاية في الارتفاع.