هذا نص كلامه باختصار وكان ابنه جالسًا إلى جانبه بحالة في الكبر قد مال فمه وعشت عيناه وكان بمرأى عجيب من مرور السنين عليه، أما هو فإنه أحسن رؤية من الابن بكثير وعلى رأسه الغترة البيضاء والعقال والمشلح الخفيف.
[إيران وآية الله الخميني]
لما كان في ربيع الأول تمكن الخميني من الرجوع إلى إيران بعد طرده منها قبل ذلك بخمس عشرة سنة فاستولى على السلطة فيها ونظم حكومة على وفق إرادته وفر الشاه محمد رضا بهلوي طريدًا معه أهله الذين غادروا إيران قبله، ومعه رفقته البالغ عددهم ثلاثمائة شخص.
وقام الخميني بما أوتيه من غرور بتعقب من كان مواليًا للشاه ومن هو على طريقته بالتقتيل والسجن من ضباط وجنرالات وغيرهم ورجت إيران أن تنال خيرًا من آية الله الخميني حسب خرقعته وجعجعته وشعوذته ولكن الأمر كما قيل والأمثال تضرب للناس:
المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
وسترى أيها المنصف إلى الحد الذي وصلت إليه الحال في إيران، فقد نشبت الحرب بينها وبين العراق جيرانها الأدنين وما عامل به أهل إيران من أنواع التعذيبات.
ومن جملة ما حصل من هذا الإمام الخميني الذي زعم أن ثورته إسلامية أن أخذ ثمانية آلاف من السكان الإيرانيين فعذبهم بأن قطع ألسنتهم ونقب أعينهم قبل القتل ثم قتلهم نسأل الله العافية، فأين الإسلام من هذا العمل السيئ الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله:"اغزوا باسم الله في سبيل الله ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا" واتبعه على ذلك الشيعة من أهالي إيران سواء كان على خطأ أو على صواب.