ذلك يعتبر من سني البركات التي قلَّ أن توجد في السنين الأخيرة، وقد ذكرنا في سنة ٤٨ ما فتح الله على المسلمين فيها من البركات فذكرتني هذه السنة ما مرَّ، ونحن نسوق تمامًا للفائدة ما في ذلك من الخير والشر، وذكرنا هناك كثرة الدهن والكمأة حتى بيعت الكمأة "الفقع" تسع وزناة بريال، فنقول: إن الله نبه على ذلك بقوله: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[الأنبياء: ٣٥]، فعن سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض، فقيل: وما بركات الأرض؟ قال زهرة الدنيا، فقال له رجل: هل يأتي الخير بالشر؟ فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ظننت أنه سينزل عليه ثم جعل يمسح عن جبينه فقال من السائل؟ قال: أنا، قال: لا يأتي الخير إلا بالخير"، وأن هذا المال خضرة حلوة، وإن مما ينبت الربيع يقتل حبطًا إذ يتم إلى كلمة الخضر أكلت متى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس فأصرت وتلطف وبال، ثم عادت فأكلت، وإن هذا المال خضرة حلوة، ومن أخذه بحقه ووضعه بحقه فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع، وقد ذكرنا شدة البرد فيما تقدم، ولما أن كان في ٢٢ من رمضان توقف المطر بإذن الله تعالى، ولطف الله بعباده بعد كثرة المياه، وأطلع الله الشمس في أواخر الشهر، فكان الناس في ذلك الصحو في أيام الربيع والكلأ والعشب الكثير يتمتعون بلطافة الجو، واستمر ذلك حتى ربما استعملت المراوح لتبرد الطقس، وربما كره في الشمس القعود للحرارة في أوائل شهر شوال، وربما استعلمت المكيفات في البارد، وكان ذلك في أخر شباط الثاني وهو نادر الوقوع.
[ذكر زلزال شمالي شرقي أفغانستان]
ففيها في اليوم في ١١/ ١١ عام ١٤١٨ هـ دخل الملك المستشفى على آثر التهاب في المرارة، وذلك في أحد المستشفيات في المملكة وأجري له عملية فنجحت واستبشر الأهالي تمام صحته في اليوم الذي بعده الموافق ليوم الثلاثاء