سالت على أثر ذلك جميع الأودية وقبله في ١٤/ ٥ استمرت الأمطار لمدة ثمانية أيَّام وحصل بعض الأضرار على المزارع والسدود. أمَّا البيوت فقد خرج الكثير من أهالي البلدة عن مساكنهم نظرًا لما حصل من سقوط الكثير من المنازل ولهذا كان من دعاء الخطباء في صلاة الاستسقاء: اللَّهُمِّ سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق. وقد بعثت الحكومة من الخيام والطعام لمنكوبي السيول الذين أصبحوا بلا مأوى ولا طعام كما بعثت لجنة لتقويم الخسائر التي نجمت عن تلك الكوارث.
[ذكر من توفي فيها من الأعيان]
فمنهم شيخنا سليمان المشعلي وهذه ترجمته: هو العالم الكبير والفاضل الشَّهير والألمعي الجليل الشَّيخ سليمان بن عبد الله بن محمَّد بن علي المشعل وكان أهل نجد يسمونه المشعلي ويقال إنَّ المشعل من قبيلة كبيرة وأبوه عبد الله كان ذا أملاك بخب الخلوة من ضواحي بريدة ولديه ثروة وكان وجيهًا. كما أنَّ له في عنيزة أملاكًا وقد طال عمره حتَّى بلغ المائة أو زيادة عليها وفي آخر عمره تلاشت ثروته وكثرت ديونه. وكان المترجم أصغر أولاده فمرض بالجدري وفقد بصره وكان مما يهم والده حالة ابنه الصَّغير الذي أصبح فاقد البصر فكان يوصي إخوته به. ولمَّا بلغ المترجم الثامنة من عمره توفي والده وكانت والدته من آل جمعة وله إخوة أشقاء أكبرهم محمَّد حتى عليه لأنَّه كان في حضانة أمه وحنو أخيه.
نشأته: نشأ رحمه الله يتيمًا فقيرًا أعمى وكان فطنًا نبيهًا مفكرًا يعجب كل من شاهده أو جلس معه من نباهته. وفي يوم من الأيَّام قال لأمه: أدعي الله لي فقد عزمت على طلب العلم فشمر وجد واجتهد وجعل يختلف إلى أئمة المساجد في خب الخلوة ويتعلم حتَّى حفظ القرآن وعمره إذ ذاك اثنتا عشرة سنة ثم سافر إلى بلد المذنب للطلب فأخذ في طلب العلم على الشَّيخ