ولما كان في شهر رمضان حصل اختلاف بين منصور هذا وبين أخيه ناصر بن راشد في طلب الرئاسة، وقام ينازعه إياها، فانقسمت عليهما عربان المنتفق، ووقع بين الفريقين قتال شديد، فصارت الهزيمة على منصور وأتباعه بعد ما حصلت له الرئاسة قليلًا، وصارت الرياسة في المنتفق لناصر بن راشد، وبعدما انخذل منصور سار إلى بغداد واستقر عند الوزير سعيد باشا، وطلب منه الإعانة والمساعدة على قتال أخيه ناصر فوعد بذلك.
وفيها كثرة السيول والأمطار والخصب، وكان على قضاء بريدة الشيخ سليمان بن علي بن مقبل رحمه الله، هذا ولا تزال العمارة مستمرة في المسجد النبوي، وشرع في زخرفته عكس ما أقره الرسول وشرعه، حيث قال:"لما تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد".
[ثم دخلت سنة ١٢٧٢ هـ]
استهلت هذه السنة والأمير في عنيزة عبد الله بن يحيى آل سليم، والأمير في بريدة عبد العزيز بن محمد بن عليان المشهور، وهو الذي جرت عليه واقعة بقعا، وواقعة اليتيمة، وفيها كانت عمارة دار المفتاح في الصفا، وقد وضعت هذه الدار ليسكنها من يتولى سدانة الكعبة، وذلك بسعي علي بن محمد الشيبي حينما سافر إلى القسطنطينة في سلطنة السلطان عبد المجيد خان بن السلطان محمود خان، فلما قدم إليه أكرمه وأحسن إليه ومنحه قدرًا عظيمًا من المال، وأمره ببناء هذه الدار، فلما رجع علي بن محمد إلى مكة المكرمة شرع في عمارة دار المفتاح المذكورة، وامتدت عمارتها سنتين.
وفي هذه السنة أنزل الله الغيث في أول الموسم، ثم تتابعت الأمطار والسيول، وعم الحيا جميع بلدان نجد، وكثر الخصب ورخصت الأسعار.
وفيها خرج منصور بن راشد بعساكر كثيرة من قبل الوزير سعيد باشا جهزها