وفي هذه السنة ولدة امرأة ببيروت خمسة أطفال، ثلاثة ذكور وبنتين، وتسمى هذه المرأة زكية زهران، وعاش المواليد يتمتعون بصحة جيدة.
وفيها توفى عالم في مكة يسمى عيسى رواس، كان مدرسًا في مدرسة الفلاح بمكة، ثم رأى أن يكسب رزقه بعمل يده، فكان يعمل أول النهار ثم يدرس بالمسجد الحرام آخر النهار وأوائل الليل رحمة الله على أموات المسلمين.
وفيها في شهر صفر في آخر الأربعانية وأول نوء النعائم اشتد البرد جدًا ونزل في غرة جمادى الأولى برد عظيم الحجم فأصيب به ركاب ونيت في الموضع المعروف بالمستوي فقتلهم كلهم وخمدوا جميعًا، ولم يسلم إلا راعي لغنم هناك على البعد منهم، وفي ١٥ من الشهر المذكور نزل من السماء مطر عظيم على الحناكية وما يليها فغرق فيه أموال كثيرة وأدباش، حتى بلغ ارتفاع الماء على الأرض إلى رؤوس النخل.
وفيها في ١٥ رجب خسف القمر خسوفًا عظيمًا وانطمس قدرًا من أربع ساعات وذلك في أول الليل.
وفيها أصيبت ثمرة النخل بنقص وفساد حتى لم يتحصل منها إلا على نصف ثمن ثمرة العادة، نستغفر الله ونتوب إليه من الذنوب والمعاصي، وغلت الأسعار واشتدت المؤونة جدًا، وقد رأت امرأة من الصالحات في شهر شوال في منامها ملكين جلس أحدهما عند رأسها والآخر عند رجليها فأسمعاها هذا الكلام "تاب تاب نزعت البركة من التراب، تاب تاب نزع الحيا من الشباب، تاب تاب نزعت الرحمة من بين الأقراب، تاب تاب هجر الكتاب".
[ذكر عجائب من الحوادث غير ما تقدم]
ففيها في ليلة ٢٤ من ذي الحجة جرى على أهل قصر في روضة مهنا أنه خرج امرأتان إلى نحو الجابية للوضوء فسمعتا خشخشة في الماء فذعرتا لذلك، وبينما المرأتان تنظران تلك الخشخشة إذ رجمتا بالحجارة والعظام ففرتا إلى القصر، واستمر