للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدرجة كافية أرسلت أسطولها، فضرب في ٢٩ أكتوبر ١٩١٤ م الموانئ الروسية على البحر الأسود، فردت روسيا على هذا الاعتداء بإشهار الحرب عليها.

وفي ٥ نوفمبر أعلنت فرنسا وبريطانيا الحرب على الدولة العثمانية وقطعت علاقاتها بها.

وفي ١٨ ديسمبر أعلنت بريطانيا الحماية على مصر، وبذلك غدا القتال عالميًا في فترة لم تزد على ثلاثة أشهر، وشمل خمسًا من قارات العالم الست، ووقفت الإمبراطوريات الألمانية والنمساوية والعثمانية في جانب، وروسيا وفرنسا وبريطانيا ومستعمراتها وصربيا والجبل الأسود واليابان والبلجيك في الجانب الآخر.

أما إيطاليا فقد رفضت أولًا أن تدخل الحرب، ولما وقعت الواقعة توقع الألمان أن يحرزوا نصرًا خاطفًا على أعدائهم، وكانت خطتهم ترمي إلى انقضاض جحافلهم على فرنسا فتحطم جيوشها في الغرب في مدى أسبوعين، ثم ينقضون على الروس بعد ذلك في الشرق.

ولما أن شق الجيش الألماني الزاحف في فرنسا طريقه دون أن يستطيع الفرنسيون والبريطانيون وقفه اضطرت فرنسا إلى الاستعداد لحصار مرير، ولكن القائد للجيش الفرنسي المارشال "جوفر" أحرز نصرًا فاصلًا على الألمان فاضطروا إلى التقهقر سريعًا إلى نهر ألاين، وما لبث القتال إلى أن تحول إلى حرب خنادق تحصن في داخلها المقاتلون من كلا الفريقين، وامتدت المتاريس والخنادق من بحر الشمال إلى سويسرا جنوبًا، وبدا في هذه الحرب استخدام الطائرات لاستطلاع حركات العدو وكشف مواقعه وضرب قواته ومدنه بالقنابل.

[قتال روسيا في الجبهة الشرقية]

لما تقدم جيش روسيا الجرار لشن هجوم كبير على ولاية بروسيا الألمانية استعد له القائد الألماني "المارشال هند نبرج" فضرب الروس ضربةً ساحقة، اضطروا إلى التقهقر على عجل عن جميع الأراضي الألمانية بعد ما تكبدوا خسائر هائلة في القتلى