إذا رفعت رايات عزٍ وسؤددٍ ... فإن له في الشرق عزًا وسؤددا
وإن أنشدت فينا أهازيج مجده ... تردد في الكون الفسيح لها صدا
أعز إلهي عرشه وحماكموا ... من الكيد والتفريق والشر والعدا
وأبقى جميع المسلمين بعزةٍ ... وخص إلهي بالصلاة محمدا
وفي هذه السنة وقع في الناس سعال شديد، ومن أبلغ ما كانوا يصنعونه ضده من العلاج أخذ كاسات من الهوى الذي تزعم الدكاترة أنه داخل الأحشاء، لذلك توضع كهيئة المحاجم في الظهر وتمتص ذلك الهوى.
ولما أن كان في شعبان من هذه السنة كثرت الشكايات ضد القاضي محمد بن عبد الله بن حسين، فجاء الأمر من قبل جلالة الملك عبد العزيز بعزله وإقامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضيًا في بريدة، فلما صدر الأمر السامي بذلك باشر القضاء وذهب في شهر رمضان ليأتي بأهله إلى بريدة، وقد أناب في غيابه أحد المنتسبين للعلم، فلما كان في شهر ذي القعدة قدم بأهله وأولاده وأسكنته الحكومة بيتًا فسيحًا في وسط بريدة، وكان ضرير البصر، وسنه إذ ذاك لايتجاوز خمسًا وثلاثين سنة.
[ذكر سفر الشيخ ابن مانع للعلاج]
ففي العشر الأواخر من رمضان اشتد بالشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع ألم البواسير وانضاف إلى حصر البول، فأمر صاحب الجلالة بأن تباشر الصحية الكبرى بمكة المشرفة علاج الشيخ المذكور وبذل كلما في وسعها، وتابع البرقيات، وبعدما أجري الكشف عليه قرر الدكاترة أن علاجه في مصر، فأمر صاحب الجلالة ببعثه إليها، فسار على متن طائرة للعلاج هناك، وأوصى صاحب الجلالة بالمبادرة إليه، وهناك دخل المستشفى وبرء بتوفيق الله تعالى.
وفيها نقل الشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش من مكة المشرفة إلى قضاء الرياض