هو الأمير سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله بن علي بن رشيد أصغر إخوته الذين قتلهم بنو عمهم، غير أن سعودًا هذا فربه أخواله آل سبهان في آخر سنة ١٣٢٤ هـ إلى الحجاز خوفًا عليه من القتل، ولما أن كان قبل هذه السنة بعشر سنين عاد به أخواله إلى حائل وتقلد إمارتها وكان جاهلًا سفيهًا لصغر سنه، قد جعل سياسة الأمارة لجدته فاطمة بنت السبهان، فهي التي تتصرف في أمرهم وتديره من وراء الستار، وكانت شديدة الشكيمة، قصيرة النظر، تبغض أهل نجد وآل سعود، وكان على تدبير المالية العبد سعيد بن محمد، وقد كان من المقربين عنده لأنه قد رفع مقام العبيد في الديوان الرشيدي خوفًا من آل سبهان، فيقرب الأمير هؤلاء العبيد المماليك لا سيما هذا الملوك الخصي السوداني، وقد حمل مفتاح الخزينة في أيام عبد العزيز بن متعب، والعبد الثاني اسمه سليمان العنبر، وكان هو الذي يحمل سيف الحجابة الأول، ويدخل على الأمير برأي، حتى في السياسة، وكان مسموع الكلمة.
فبتدبير امرأة ورأى العبيد تضمحل سحائب الهيبة تكوسف شمس السياسة لقرب نظر الفريقين، فلسوء تدابير الأمير الذي تعوزه أشياء كثيرة من شروط الإمارة لعدم معرفته وتجاربه للأشياء، ولأن المتصرف فيهم امرأة ولا يفلح قوم ولو أمرهم امرأة كما جاء في الحديث، ولاختلاف شمّر وانقسامهم بعد أن كانوا يدًا واحدة اضمحلت إمارة بيت آل رشيد، ويزاد على ذلك أيضًا وقعة تربة التي رنَّ صداها في المشارق والمغارب، وإلا فهناك ما يجرئه على العداء ويدفعه على القتال وهو مساعدات الأتراك له، وبعدهم الشريف، أضف إلى ذلك سالم بن صباح الذي قام يؤلب على ابن سعود في هذه السنة.
[ذكر سوء التفاهم بين صاحب الجلالة عبد العزيز بن سعود وبين سالم بن صباح]
قد أشرنا إلى ذلك في التي قبلها وذلك بأنه لما توفى مبارك بن صباح، تولى الإمارة بعده ابنه جابر، فكان حصيفًا حكيمًا، ولكنه توفى في السنة الثانية من