قريب، وكتب إلى ابن رشيد يستنجده على خصم الجميع، لأنه كان يومئذٍ مخيمًا في أطراف العراق، فزحف ضاري مسرعًا بقوة من شمّر ونزل الجهراء حيث كان دعيج ورجاله، غير أن الله أهلك سعود بن رشيد ولم يتم له ما أمله، ولم يحصل على طائل، وخاب ظن الشريف وما أفلح فيما علقه به، وهذه صفة قتلة على سبيل البسط:
ففي أحد أيام سنة ١٣٣٨ هـ خرج الشاب أمير حائل سعود بن رشيد إلى البرية للنزهة والفرجة، وكان في صحبته عبد الله بن طلال بن رشيد، خرج للصيد والمناصلة على الأغراض، وكان مع الأمير حاشيته وعبيده يعتنون بالخيل ويجمعون الحطب، وبينما كان الأمير عبد الله بن طلال قد نصب لهما هدف، وقد وثق الأمير واطمأن تلك الساعة فلم يلازمه غير واحد من العبيد، وقد كان هناك رابع يسدد الرصاصتين، رصاصة الأمير ورصاصة عبد الله إذ رفع الأمير سعود بندقيته يريد الهدف، إذا بعبد الله بن طلال خلفه ببندقيته قد صوبها في الهدف بالظاهر، فلما أطلق الأمير رصاصته على كبد الهدف إذا بعبد الله قد أطلق رصاصته في رأس الأمير فاخترقته، وبما أن الرصاصتين أطلقتا معًا كان العبد معجبًا برمي سيده ولم ينتبه لما حدث إلا وقت ما خر الأمير إلى الأرض صريعًا، ففتح العبد فاه للصياح فلم يمهله عبد الله يفر أو يصيح حتى أطلق عليه الرصاصة الأخرى، قبعثرت دماغه وخر كالخشبة إلى جانب الأمير.
فلما رأى أحد العبيد الأخرين ما جرى صاح للبقية من العبيد فهجموا على عبد الله بن طلال، ثم جاء الرجال ومعه عبد الله بن متعب بن عبد العزيز ابن أخ المقتول، فلما رأه ابن طلال لم يهتم إلا به يريد قتله لأنه يحول بينه وبين ما يريد لو بقي في الحكم في حائل، فصوب إليه البندقية ليلحق بالأمير، وكان ماهرًا بالرمي، غير أنه حال بينه وبينه العبيد فصاروا ردمًا دونه عن الرصاص فقتل واحد منهم وأصيب عبد الله بن طلال برصاصة قضت عليه والعياذ بالله، فتلقف الإمارة عبد الله بن متعب وجلس على عرش الحكم، ولكنه مرعوب مدهوش من ضربة تأتيه غدرًا، وجعلتا عيناه تذرفان من رؤية الدم المهراق حوله، وهذه ترجمته: