وفيها ولد الأمير منصور بن جلالة الملك عبد العزيز وزير الدفاع السابق، وكانت أمه تركية.
وفيها جدد عهد الصلح بين ابن سعود وبين ابن رشيد، ولكنه لم يدم منذ جدد عام كاملًا، وقد كانت السيادة في الجوف للأمير نوري بن شعلان، فعمل أعمالًا أثارت عليه الأهالي فحاربوه واستنجدوا عليه بابن رشيد، فانتهز هذه الخطة وقدمها عذرًا بين يدي الشريف حسين، وبعث إليه يخبره أن الباعث له على تأجيل الحملة على ابن سعود هو فتنة الجوف، كأنه يقول اضطرتنا وقام مسرورًا بفرصة سانحة للاستيلاء على ناحية الجوف، فأنجد أهالي الجوف حبًا وكرامة، ومشى سعود ابن رشيد برجاله إلى الجوف فاصطدم هناك بقوات لابن شعلان يقودها ابنه نواف "وعودي أبو تائه" فنازلوه وغلبوه، فأرسل يستنجد شمّرًا فلم يلبه أحد خوفًا من ابن سعود، ومحافظةً على العهد الذي بينهم وبينه، لأنهم أرسلوا إليه يستشيرونه في الأمر فأجابهم أنه مصلح هو وابن رشيد فلا أمانع من أرادوا أن ينجدوه.
وكان النوري بن شعلان قد أرسل أيضًا إلى ابن سعود بكتاب قال فيه:
إني صديق لك ولابن رشيد فلست إذن مشاركًا في هذه الحرب، ولكني أنصح لك أن تتحصن في حصون الجوف وتتخذ خطة الدفاع فلا تهاجم ابن رشيد ولا تحاربه في الخارج، لأن جنوده مدربون على القتال، وقديموا العهد في الحروب، وجنودك من البادية من أهل الإبل، فلا يركن إليهم ولا هم في القتال أقران شمّر، ولكنه لم يعمل ابن شعلان بنصيحته فكان من الخاسرين، لأنها وصلت نجدات شمر إلى أميرهم في الوقت الذي هجم فيه عليهم فكسروه كسرةً شنيعة، واستولوا على الجوف، غير أن سعود بن رشيد لم يعش بعد انتصاره على ابن شعلان شهرًا كاملًا، بل قتل بعد أن عاد إلى حائل.
وفي هذه المدة القصيرة كانت مناوشات بين ابن سعود وبين ابن رشيد فانتهز هذه الفرصة سالم بن صباح بصفته عدو ابن سعود لسوء تفاهم سنذكره عن