ولما كان في مساء ذلك اليوم قدم إلى ابن سعود أحد أمرائه وهو "تركي بن ماضي" من مخفر العبيد بكتاب ضمنه برقية من المندوب السامي ببغداد يخبر ابن سعود فيها بأن فيصل الدويش ورفيقه، نايف بن حثلين، وجاسر بن لامي، معتقلون في باخرة بريطانية فبعث إليه ابن سعود في اليوم ١١ من شهر شعبان الموافق ليوم السبت سنة ١٣٤٨ هـ يطلب إليه تسليم المجرمين تنفيذًا لتعهدات الحكومة البريطانية عدم إيواء أحد منهم في أراضي العراق، والكويت وشرقي الأردن.
فتلقى ابن سعود في ١٣ شعبان خطابًا من المعتمد السياسي "الكولونيل ويكسون" يخبره أن سيقدم إليه مندوب عن الحكومة البريطانية لحل مشكلة العصاة، وتلقى أيضًا في ١٧ شعبان كتابًا من رئيس المعتمدين في الخليج العربي وكبير القناصل هناك "الكولونيل بيسكو" فحواه أن الحكومة البريطانية كلفته بأن يرأس البعثة البريطانية القادمة إليه للمفاوضة في شأن العصاة اللاجئين، وطلب ابن سعود السماح بالقدوم بالطائرات، فأجابه ابن سعود في ١٨ شعبان بقبول انتدابه وقدومه وأخبره أن الاجتماع سيكون في "خباري وضحا" إذ قرر الرحيل إليها.
[ذكر تحقيق الطلب والأتيان بالدويش وصاحبيه بالرغم من كل واحد]
لقد حقق ابن سعود الطلب في أمر الدويش حتى انفض من حول الدويش من العشائر وتفرقوا عنه وإن كان لا يزال يكذب بوجود ابن سعود قريبًا منه، ولكن بالرغم من تكذيب الدويش تفرق أتباعه ولجأ بعضهم إلى الحدود العراقية، ومنهم من فرَّ إلى نجد، ولما كان في عشرين من شعبان الموافق ليوم الاثنين نزل ابن سعود بجيشه في "خباري وضحا" استعدادًا للاجتماع والمفاوضة في شأن العصاة وإزالة سوء التفاهم الذي أوجده التجاء الدويش إلى العراق.
إن "خباري وضحا" تبعد عن "بنية عفيان" بعشر ساعات كائنة في جنوبي