للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذين منع إخراهم بالقوة وجود الأطفال والنساء معهم فوافق الملك ابن سعود وأخبر رئيس المعتمدين بأن منزله دون المسناة وغدًا في "جو الحوار" وبعد غد في "بنية عيفان" وكان ابن سعود في طريقه يؤدب كل من صادف من العصاة وأتباعهم، ولما أن كان في ١٠ شعبان وصل "بنية عيفان" وبينما هو راكب سيارته الخاصة ومعه يوسف ياسين، والشيخ عبد الله بن حسن، والدكتور مدحت، وسائق سيارة الملك صديق الهندي أبصر سربًا من الظبا يبلغ الخمسة فأمر السائق بأن يعدو بالسيارة خلفها وصاد أربعة منها وطار الخامس والسيارة على ساقته إلا أن الظبي المذعور مال في عدوه إلى اليمين محرفًا عن طريق السيارة المطاردة فمالت هي أيضًا فرأى ابن سعود جمعًا كثيرًا ولم يحقق النظر فيه لاشتغاله بالظبي الفار حتى أصابه وصاده ثم انثنى يرقب الجمع فظنه في بادى أمره بعض جنده غير أنه التفت إلى جانب منه فرأى نساءً وأطفالًا وأغنامًا فعجب لها لأنه ليس مع جنده نساء ولا أطفال ولم يكن أحد معه غير رفقته في السيارة الثلاثة وسائقها فارتد بها إلى الورى قليلًا فأبصر سيارة ابنه محمد قادمة إليه فاركب فيها أحد رجال مطير ليكشف له الأمر، فإن كانوا من أحزاب ابن سعود فلا خوف على المطيري لأنه رسوله وإن كانوا من العصاة فهو من جماعتهم ظاهرًا ويستطيع خداعهم فلما وصلهم الرسول إذا ذلك الجمع قبيلة الصقهان أحد بطون العجمان الخارجة على ابن سعود فسألها المطيري فأجابته أنها الصقهان وبعض مطير فروا من وجه ابن سعود فطمأنهم المطيري أنه لا بأس عليهم وأخبرهم أنه يريد الصيد ثم تركهم وعاد يخبرهم فما كاد يتمم كلامه حتى تحمس نجل جلالة الملك محمد بن عبد العزيز لقتالهم فمنعه أبوه غير أنه أصر وقاد رتلًا من السيارات المسلحة وعليها بعض آل سعود الشجعان فأسرع محمد بن عبد العزيز إلى الصقهان فتقابلوا وتقاتلوا دقائق حتى أبيد المحاربون.

وكان جلالة الملك في المعسكر يهيئ الأمداد لنجدة ابنه محمد ثم أسرع إلى المعركة بنفسه قد امتطى سيارته فوجد ابنه محمدًا راجعًا بالنساء والأطفال والغنائم وكان عمره إذ ذاك ثماني عشرة سنة.