ذكر أن الرئيس روزفلت قد كان حسن المعاملة معه، وقال: إنه وعدني مكائن وقوات، غير أن الله لم يتم ذلك بل هلك الرئيس قبل أن ينفذ إرادته.
ثم تكلم عن الطائرات وصيانتها، وأن فيها توفيرًا وراحة، وأنه يريد أن يجعل شركة فيها، وقال: لو شئنا لأتينا بمائة طائرة، وإنما نأتي بما تدعو الحاجة إليه.
ثم تكلم في أمر عبد الله بن علي القصيمي الذي سكن مصر وأظهر زيفه فيها بكتابة الأغلال، وكان قد قطع مرتبه الذي جعله له وتبرأ منه ومن عمله، فتكلم بعض العلماء بشأن هذا الرجل وأنه قليل العقل بحيث أنه يمتدح نفسه ويطريها، فأشار الملك بأن عقله صحيح غير أن دينه فاسد خبيث.
وبعد ذلك قام واقفًا وودع الحاضرين وهم يبكون لفراقه، وأعرب عما في ضميره وبما يكنه لهم من المحبة يقبلون يده وجبينه، ثم سار بعد ذلك بالسيارات إلى المطار وقد هيئ له أربع طائرات أقلته إلى الرياض.
[ذكر ما جرى فيها من الحوادث]
ففيها جعل على إمارة الرياض الأمير سلطان بن عبد العزيز نجل جلالة الملك بدلًا عن النجل الثاني ناصر بن جلالة الملك.
وفيها في شهر شعبان عزل أمير بريدة عبد الله بن فيصل وجعل مكانه الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، فرحل الأول بأهله إلى الرياض، وقدم الأمير الشاب عبد الله بن عبد العزيز، وكان قد قدم الأمير العظيم عبد العزيز بن مساعد بن جلوي في ٢٥ شعبان ليؤطد إمارة نجله في القصيم، فكان مبتدأ إمارة عبد الله في غرة شهر رمضان مباشرة وعمره إذ ذاك لا يتجاوز ١٨ سنة، ولما أن قدم بطائرة من الرياض مزودًا من قبل جلالة الملك بما يلزم من العلوم والآداب التي تعود مصلحتها على الجميع، فرح به الأهالي ورجوا خيرًا لا يأملون به من الذكاء والحزم والنشاط والشهامة، وكان عند حسن ظنهم به، والشبل ولد الأسد، ومن أشبه أباه فما ظلم.