لما كانت أم القرى بحاجة إلى تصريف مياه السيول التي يجتاحها من جهة الشرق ولطالما أحدثت تلك الأودية أضرارًا عظيمة وبما أن الحرم الشريف منخفض موقعه وتأدبًا مع الأمكنة المقدسة لا يتمكن أحد من رفعه لمكان الكعبة الشريفة فإنه موضع اجتياحها.
وكم مرة دخلت المياه في الحرم الشريف فسببت أضرارًا في الكتب والمصاحف وأضرارًا بالكهرباء وأضرارًا في النفوس وتعطلت الصلاة فيه وبكل أتعاب تقوم المعدات والمواطنون بإزالة تلك الأوساخ والأتربة ولا ريب أنه إن تأمن المسجد الحرام من دهماء السيول التي تجتمع من تلك الأودية والشعاب فيه فإنها راحة كبرى للحجاج والعمار والزوار والمواطنين.
ولقد بذلت الحكومة أسبابًا عظيمة قبل ذلك، ولكنها وإن خففت بسيطًا من الأضرار فإنها تفشل، ولقد رصدت الحكومة هذه المرة ثلاثمائة مليون وثمانية وستين مليونًا لهذا المشروع وهو أضخم مشروع يتم تنفيذه بحيث بلغت تكاليفه الإجمالية (٨٦٨٧٧٤٦٥١) ريالًا صرح بذلك أمين العاصمة المقدسة فؤاد توفيق وقد بدأ العمل فيه منذ عام (١٣٩٨ هـ) وتم تنفيذ هذا المشروع في هذه السنة في أربع مناطق رئيسية تضم منطقة حي العزيزية ومنطقة شارع المنصور ومنطقة طريق جدة ومنطقة المعابدة حيث نفذتها عبارات خرسانية طولية يبلغ طولها أكثر من عشرة آلاف متر وأنفاق ومواسير (استبس) ويجري العمل حاليًا في تنفيذ باقي المشروع الذي يغطي معظم أحياء مكة ولعل هذه الخطوة الجبارة تكون كفيلة بالنجاح.
ويروي لنا أهالي مكة والمقيمون فيها أن مياه السيول قد تبلغ إلى قفل باب الكعبة وتارة تبلغ مستوى أعلى من ذلك فتحدث أضرارًا وتفسد ما مرت عليه في المسجد الحرام وما حواليه كما تقدمت الإشارة إليه فإنها لا تزال اللجان تفكر في