دراسة تلك المهمة ولقد كنت جالسًا في صحبتي أحد الرفقة في دكان من دكاكين باب السلام قبل إزالته، وذلك في أحد أيام ذي القعدة من سنة (١٣٦١ هـ) فهطلت أمطار ونحن جالسون فلم نشعر إلا وبذلك الوادي قد أقبل ولكنه خفيف تلك المرة فامتلأ ما حوالي باب السلام بالأتربة والأوساخ فعجبت كيف تحولت تلك المنطقة النظيفة إلى بحيرة قذرة وقام السكان في تلك الدكادين يزيلونها بشدة وكلفة فقمنا معهم في نظافتها وإعادتها إلى طبيعتها الأولى.
وفي إحدى السنين عملت الحكومة صفائح من الخشب والحديد وجعلوا لها أركانًا من الحديد من بين أبواب الحرم الشريف ولكنها فشلت وكانت ترتفع عند عدم الحاجة وتوضع عند الضرورة ثم جعلت الحكومة سراديب بقدر سعة ستة أمتار تحت المسجد من جهة الجنوب ولكنها ظهرت غير كافية فأمر الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بتوسيعها إلى اثني عشر مترًا كما عملت سدًا في أعالي مكة لتصريف السيول وتخفيف وطأتها عن الحرم الشريف، وقد مرّ في هذا التاريخ العجب العجاب من أضرار السيول في مكة وطرقها.
وفيها رأت وزارة الحج والأوقاف بعد صدور الفتوى من قبل دار الإفتاء والبحوث أن تحدد أماكن إقامة صلاة الأعياد في القصيم والزلفى وشقراء وذلك لما كثر المصلون وضاقت مساجد الأعياد من كثرة المصلين فقام صاحب السمو الملكي الأمير عبد الإله بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم بإقامة مصلى للعيد بحي الصفراء من بريدة كما كان المصلى القديم في وسط المدينة تقام فيه الصلاة وقام فرع الأوقاف في كل من عنيزة والرس والبكيرية وغيرها من المدن بتنظيف مصليات العيد وفرشها ورشها بالماء كما قامت الوزارة في مليح وعلقة والثوير وما يتبع الزلفى وزودت وزارة الأوقاف المصليات بمكبرات الصوت ورش الأسواق بالماء وتسوية أراضي المصليات كل هذا لراحة المصلين وكذلك تجهيز المصليات بالمدينة المنورة والقرى المرتبطة بها وفي حفر الباطن والقيصومة وغيرها.
وهذا لأول مرة تتكرر صلاة العيد لما اتسعت الرقعة وكثر عدد المصلين.