لما كان في هذه السنة عزل جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن عن إمارة بريدة مبارك بن مبيريك، وجعل مكانه عبد الله بن فيصل بن فرحان من آل سعود، وكان شابًا عاقلًا، ولما أن قدم بسياراته إلى المدينة ذهب مبادرًا بالسلام على القاضي عمر بن محمد بن سليم في بيته، وسعى إلى الملأ من الأهالي في بيوتهم، وكان قدومه في منتصف السنة يصحبه أهله، وفي صحبته أخوه الأمير فهد بن فيصل، وكان رجلًا حازمًا مؤازرًا لأخيه، وقد قام لذلك الأمر الأمير الكبير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي أمير ناحية الجبل يؤطد المسألة، واستقر الأمير عبد الله في إمارة بريدة، وكان في مبتدأ الإمارة له تدابير حسنة، وسياسة جميلة، ولبث في الإمارة اثنتي عشرة سنة.
وفيها في ٩ رجب وفاة الشيخ محمد بن عثمان الشاوي قدس الله روحه ونور مرقده وضريحه، وهذه ترجمته:
هو العالم العلامة الفاضل الزكي البارع في العلم والمعرفة، محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سليمان البقمي الأزدي من أزد شنوءة، وقد اشتهر بلقبه، ولد في بلدة البكيرية سنة ١٣١٣ هـ، ونشأ فيها، وفي السنة الثالثة من عمره أصابه الجدري فذهب بصره بسببه، وقرأ القرآن وحفظه وله من العمر ١٤ سنة على يد الشيخ محمد بن علي بن محمود، ثم تلقى مبادئ العلوم على يد الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم في البكيرية، ثم إنه رحل إلى الرياض لطلب العلم، فأخذ عن علماء وقته في الرياض عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، والشيخ عبد الله بن راشد، وأخذ عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وأخذ عن الشيخ حمد بن فارس، وعن الشيخ محمد بن عبد اللطيف وغيرهم من آل الشيخ، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، والشيخ عبد الله بن سليمان آل بليهد.
أما الذين أخذوا عنه العلم فمنهم: الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل، وأخذ عنه