وفيها ولد سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن وكانت ولادته في الرياض في شهر شوال، وكان في ولادته كاسمه فقد كان وجوده عقيب ذبحة ابن رشيد وانتصار والده وكانت والدته ابنة عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن فأبوه زعيم العرب وأمه ابنة شيخ عظيم جليل فحق له أن يكون نجيبًا ومن كان والده عبد العزيز وجده الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف فإنه جدير أن يكون باقعة في الدهاء والسياسة والتقدم.
وكان فيصل أديبًا ناقدًا عبقريًا ذواقًا ولو قام كل شعب يفخر بأمير من أمراءه لقام الشعب السعودي يفخر بالأمير فيصل.
[ذكر إمارة أبي الخيل في بريدة]
لما أن نصبه إمام المسلمين أميرًا في بريدة في هذه السنة ما كان ليقنعه ذلك بل تحركت منه جارحة آل مهنا فأبدى الخيانة والمكر يريد الاستقلال وخرج عن طاعة ابن سعود في آخر هذه السنة كما أنه خرج على ابن سعود نايف بن هذال وفيصل الدويش، ولكن أهل بريدة ضلوا على الإجمال موالين لابن سعود وقد تحالف الثلاثة على الخروج عليه غير أنه ما علم بخيانة أبي الخيل بل خرج مسارعًا إلى القصيم لما بلغه خيانة الدويش وابن هذال متأهبًا متحققًا فأرسل عندما قرب من بريدة إلى أحد خدامه فيها وهو شلهوب يخبره بقدومه في ذلك النهار وقد كان ابن سعود معسكرًا في غدير بالقرب من الشقه ببين الشقتين يدعي الفريسة (١) فشاع أن ابن رشيد هاجم عليه هناك فخرج عبد العزيز بنفسه مستكشفًا فلم يجد ما يشغل البال أو يستحق الاهتمام ثم رجع إلى معسكره وتأهب لزيارة زوجته في بريدة فتجمل ولبس أفخر اللباس وكانت كسوته زبونًا فاخرًا من الكشمير الثمين فوقه رداء من قماش هندي تمتزج ألوانه الزاهية بعضها ببعض وفوقها كوك معطف مزركش بالقصب وفوق ذلك عباءة من الوبر الطيب فخرج من آخر النهار بطيبه
(١) وهذا الغدير يسمى بثغب العرجه وسيأتي رجوعه إليه لأنه غادر فيه جيشه.