بحول الذي فوق السموات عرشه ... ويسعدك الإسعاف في كل ظالم
فيا من سما مجدًا وجودًا وسؤددا ... وحل على هام السها والنعائم
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها .... بلوغ المنى من كل باغٍ وغاشم
هنيئًا لك العز المؤثل والعلى ... هنيئًا هنيئًا فحزمًا في العوالم
فهذا هو الفتح الذي جلّ ذكره ... وهذا هو العز الرفيع الدعائم
فلله من يومٍ عظيمٍ عصيصبٍ ... يشيب النواصي هو له في الملاحم
فشكرًا لمنّ أولادك عزًا ورفعةً ... ونصرًا وإسعافًا على كل ظالم
فذي وقعةٍ مثلها شاع ذكرها ... ولا مثلها فيهم أتت بالعظائم
ولا قبلها كانت عليهم فجائع ... ولا سامهم من قبلها ذل سائم
فلا زلت في عز أطيد مؤثل ... وأعدائك في خفضٍ وذلٍ ملازم
ولا زلت وطاءً على هامة العدى ... لك النقض والإبرام بين العوالم
ولا زلت كهفًا للعناة ومعقلًا ... منيعًا منيفًا في الخطوب العظائم
ثم إنه عاد قائد الجيوش العربية السعودية بعد وقعة ابن جراد إلى الرياض وأقام فيها شهر ذي الحجة، وما كاد يتم الشهر حتى زحف في آخره إلى الغرض الأكبر، فأرسل إلى أهل القصيم في شقراء يأمرهم بأن يوافوه إلى ثادق، لأنه يريد أن ينحدر إلى الكويت، ولما شاع هذا الخبر ترك عبد العزيز ثقل أحماله في قصر الجريفة من قصور الوشم وزحف بجيشه مسرعًا إلى ماجد بن حمود بن رشيد في عنيزة، وفي آخر هذه السنة عاد الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سليم من النبهانية إلى بريدة، فجرت به ذيول افتخارها وازدهت به مرحًا وابتهجت بقدومه، وكان رحمه الله قد ثقل وشقّ عليه المشي لألمٍ في وركيه، سببه أن رجلًا سقط من سطح المسجد على وركيه فأثر ذلك عليه خللًا في الوركين، فكان إذا مشى يجر إحدى رجليه.
[ثم دخلت سنة ١٣٢٢ هـ]
استهلت هذه السنة والبطلان مصطليان في نار الحرب، ابن متعب قد انحدر