وفيها في فجر يوم الثلاثاء ٧/ ٣ هجمت اليهود على الفدائيين في لبنان بأن نزلت طائرة من طائرات اليهود في أراضي لبنان فقتلوا وجرحوا أناسًا في مخيماتهم وهم نائمون ومن بين هؤلاء القتلى ثلاثة زعماء من رؤساء الفدائيين استطاعت اليهود بجواسيسها وبخاشيشها واستخباراتها الوصول إليهم وأصيب معهم أناس آخرون مدنيون فجزعت لبنان لذلك وجزع العرب لانتهاك أراضي لبنان وبعثت لبنان شكاياتها إلى هيئة الأمم ومجلس الأمن ولكن تلك الشكايات ذهبت أدراج الرياح ولم تتلق اليهود ردعًا وكانت اليهود مع غيضها تحتج على أنهم مخربون وستتبعهم في أعشاشهم.
[انتهاك العراق الحدود الكويتية]
لما كان في ١٥/ ٢ من هذه السنة الموافق ٢٠ مارس نيسان الموافق ليوم الثلاثاء اعتدت العراق على الكويت بهذا الاعتداء الذي لا مبرر فقامت الحكومة السعودية وفاء بحسن الصلات بين البلدين وبعثت أربعين لواء لنصرة الكويت ودرء المعتدين فسكتت التحركات وتراجعت الحكومة العراقية وذلك لما استمر الخلاف إلى ٢٩/ ٢ / ١٣٩٣ هـ ولولا ذلك لأصبحت العراق تسوم جارتها الخسف وقد تكرر ذلك الاعتداء من العراق على الكويت كما قدمنا أما ما كان من حكومة عدن فإنها تظهر العداء من وراء الستار للحكومة السعودية ولم تأل جهدًا في التأثير عليها بالسب والشتم وما إلى ذلك ولكنها باءت بالفشل ولم تحصل على طائل وذلك لأن هناك من يدفعها للتحرش ولكن السعودية قد اتخذت الحيطة واستعدت للطوارئ ولما أن كان في أوائل شعبان أي بعد هذه الحماية للكويت بخمسة أشهر هجم أناس ينتمون إلى الفدائيين على السفارة السعودية في باريس فقبضوا على رجال سعوديين فيها وحملوهم بطائرة تحت الإرهاب والعسف يهددونهم بالسلاح فوفق أن قبضت الحكومة الكويتية على المختطفين وأرغمتهم على الاستسلام وعملت على تخليص السعوديين لتكافيء السعودية عن بعض معروفها وإحسانها ولا ريب أن هذا العمل