وتوفي من آخر الليل ٩ رجب رحمه الله وعفا عنه. وكان يكثر البكاء في آخر عمره ويذكر الرعيل الأول والسلف الصالح حتَّى لحق بهم وتوفاه الله على حالة طيبة. خلف ابنين أحدهما عبد الله كان رجلًا طيبًا وذا أخلاق كريمة تولَّى إدارة مدرسة المذنب ثُمَّ إدارة مدرسة أحمد بن حنبل في بريدة ثم كان مفتشًا في إدارة التعليم بالقصيم وغيرها، وله ابن يسمى أحمد وهما جامعيان.
[وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ عبد الرحمن بن سعدي عالم عنيزة وفقيهها]
وهذه ترجمته: هو الشَّيخ العالم العلامة الفقيه المفسر عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر آل سعدي من قبيلة بني تميم. ولد في بلدة عنيزة في القصيم ١٢ محرم عام ١٣٠٧ هـ وتوفيت والدته وله أربع سنين وتوفي والده وله سبع سنين فنشأ يتيمًا تقلبه العناية الربانية وكانت أمه من آل عثيمين. وبعد وفاة أمه عطفت عليه زوجة والده وكانت نشأته حينة تعلم القرآن وحفظه وله من العمر إحدى عشرة سنة ثم أخذ يطلب العلم واشتغل في الدراسة فأخذ عن علماء بلده وعمر، قدم إليها من العلماء. وممن أخذ عنه الشَّيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر كان أول من أخذ عنه المترجم ومن أكبر مشائخه ويصفه الشَّيخ عبد الرحمن بحفظ الحديث والورع ومحبة الفقراء ومواساتهم. وأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن عبد الكريم بن شعل قرأ عليه في الفقه وعلوم العربيَّة وغيرها وأخذ عن الشَّيخ صالح العثمان القاضي قاضي عنيزة قرأ عليه في التَّوحيد والتفسير والفقه وأصوله وفروعه وعلوم العربيَّة وأكثر الأخذ عنه ولازمه ملازمة تامة حتَّى توفي رحمه الله، وأخذ عن الشَّيخ صعب التويجري، وأخذ عن الشَّيخ علي السناني وأخذ عن الشَّيخ عبد الله بن عايض، وأخذ عن الشَّيخ علي الناصر بن وادي قرأ عليه في الحديث والأمهات الست وغيرها وأجازه في ذلك، وأخذ عن الشَّيخ