ولمبات وثريات، وثمانية كشافات كهرباء قوة كل لمبة ألف وخمسمائة شمعة، ولا شك أن هذا عمل طيب، نسأل الله القبول والإثابة.
[ثم دخلت سنة ١٣٥٤ هـ]
ففيها استقر القضاة والمرشدون والأئمة الذين بعثهم ابن سعود إلى جيزان وأبها ونجران وصبيا وصامطة وأبو عريش وفراسان ومحايل وبارق وفيفاء والبرك وغيرها، وقاموا ينشرون دعوتهم إلى الله عز وجل، وينهون عن المنكر الذي وجدوا أهالي تلك المقاطعات عليه من السحر وعبادة الأوثان والسلخ الذي اعتادوه، وكانوا إذا كسف القمر أشعلوا نيرانًا عظيمة ظنًا منهم بأن القمر يضل منازله فيضيئون له، وكانت النساء سافرات الوجوه مع الرجال، مختلطات وممتزجات، فحصل بسبب هذه الخلطة مفاسد كثيرة حتى قام الدعاة بإبطال ذلك.
أما السلخ المذكور فكانوا قد اعتادوا من خرافاتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان أنه إذا أوشك المراهق على البلوغ رفع على دكة أو موضع عالٍ لختانه، وسلخ ذكره إلى سرته وما حوالي ذلك بزعمهم لأن لا ينبت الشعر على ذلك الموضع، عادة سلكوها وطريقة ضلوا فيها ما أنزل الله بها من سلطان، فإذا رفع ذلك المختون ودعي إليه الخاتن الذي أعد عدته للسلخ حضر أقرباؤه وعصبته وذو رحمه، فيقوم المسلوخ وقت السلخ قد انتضى سيفه، وكذا سائر أقربائه، ويؤتى بزوجته التي سيعقد له عليها فتجلس أمامه، تقوم الأسرة تشجعه على الصبر وعدم الاستكانة لذلك، ومن عاداتهم أنه لو يجبن أو يبكي أو يتأثر لهذا العمل فإن زوجته لا تقبل زواجه، وقد دأب جلالة الملك الراحل في إزالة هذه البدع حتى قضى عليها، فآخر عمل عمله ضد هذا السلخ أن قطع أيادي من لم ينزجر عن السلخ حتى ارتدعوا عن ذلك، فعياذًا بالله من الجهل وغرور الشيطان، إن الشريعة المحمدية جاءت بمشروعية الختان، وهو أن تؤخذ جلدة الحشفة لا غير، والواجب علينا أن نتقيد بالسنة ونحافظ عليها، وأن لا نلتفت إلى ما اخترعه الأغيار، وقد قال الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: ٢١].