وفيها قام عبد الله بن يحيى أخو ملك اليمن فدبر انقلابًا ضد الإِمام أحمد بن يحيى ليغتصب به عرش اليمن غير أنَّ الإِمام أحمد بن يحيى استطاع بما لديه من السياسة والحزم أن يقضي على هذا الانقلاب وأعدم مدبره ونكل بجميع الذين قاموا به وناهيك به من رجل لا يوقف في طريقه لما له من سعة الحيلة وقوة الإِرادة. وكان لما أن زاره في اليمن صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز في آخر العام الماضي بدعوة رسمية استقبله استقبالًا ضخمًا وحصل اجتماع تاريخي بينهما فيما يرفع شأن البلدين في الأمور التجارية والزراعية والصناعية وفيما يسهل سبيل التعاون بين أفراد الشعبين الشقيقين في جميع مرافق الحياة وتاريخي عائلي. ولمَّا أن جلسا جميعًا وقف على الخلف أمراء البلدين وحولهما الأسرة المالكة هذا والقبائل اليمنية واقفة قد مدت أياديها فيها الخناجر تعلن فرحتها بقدوم الملك سعود. وبعد تبادل الهدايا بين الملكين جعل يعبر كل منهما عن ما يكنه للآخر.
[ذكر من توفي فيها من الأعيان]
فمنهم: الشيخ العالم القاضي عبد الرحمن بن علي بن عبد العزيز بن عودان من بني زيد من الغيهب. ولد في سنة ١٣١٤ هـ وتوفي في هذه السنة فيكون عمره إحدى وستين سنة وكانت ولادته في مدينة شقراء من الوشم وقد أصيب بالجدري وهو صغير فكف بصره أخذ عن الشيخ حمد بن فارس وعن الشيخ العالم الجليل عبد الله بن عبد اللطيف وعن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وعن الشيخ عبد الله بن راشد بن جلعود، أخذ عنه علم الفرائض وكان رجلًا مداريًا سهل الجناب طلق المحيا رزينا سياسيًا يداعب إخوانه الذين يثق بهم ويثقون به ويمازحهم وكان مع ذلك سخيًا كريمًا جوادًا متحببًا إلى النَّاس. تولَّى القضاء في عسيلة إحدى قرى السر ثم نقل منها إلى بلدة شقراء عاصمة بلدان الوشم وجلس فيها للتدريس فأخذ عنه رجال من العلماء منهم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر