الأمة ذلك لما أوتوا من الشجاعة وقوة البأس الشديد. وبعد استعراض الجيش الأبيض كمل للاستعراض ثلاث ساعات وربع والأمة كأنَّها في ميدان جهاد ونضال ثم نهض القائد الأعلى فودع كما استقبل بالحفاوة الرائعة والهتاف المتواصل والتصفيق الحاد بين الموسيقى التي صدحت بالسلام الملكي والمدفعية التي أطلقت تحاياها بإحدى وعشرين طلقة. وبذلك ختم الاستعراض.
[ثم دخلت سنة ١٣٧٤ هـ]
استهلت هذه السنة والعمال يكدحون في عمارة المسجد النبويِّ في المدينة المنورة وكان قد أتى بالمهندسين وأرباب الخبرة لهذا العمل المهم وكان المشروع في العمل عن أمر صاحب الجلالة الملك الراحل عبد العزيز بل الله ثراه بوابل الغفران ورفع درجاته في أعالي الجنان. وقد شاهدت العمال في جدهم واجتهادهم ورأيت آلات البناء من الرافعات والناقلات والهدم تقلب الحجارة وتصرفها بنشاط قوي وكانت الأسطوانة يحفر لها حتى يصلوا إلى الماء في قعر الأرض ثم تصب القاعدة الضخمة وإنَّه ليعد ذلك حسنة كبرى في صحيفة هذه الحكومة. وقد اشترت الحكومة البيوت والدكاكين المجاورة للمسجد من الجهة الشمالية بقيمة باهظة قيمتها خمسة وعشرون مليونًا من الريالات وتقدر هذه الزيادة التي ألحقت بالمسجد بـ ١٢٢٧١ مترًا مربعًا وهذه التوسعة وضع لها الحجر الأساسي صاحب الجلالة الملك سعود ويوجد كتابه هناك إلى الجهة الغربية بني بذلك محفورة بالحجر الرخامي. أمَّا عن الجهة الجنوبية والشرقية فلم يتعرضوا لها لأنَّها تحتوي على المحاريب والحجرة الشريفة ولا تزال العمارة مستمرة. كما اشترت الحكومة البيوت والدكاكين المجاورة للمسجد من الجهة الغربية أيضًا. وسيأتي بقية ذكر لذلك.