أما عن أعماله التي كان يمارسها فقد كان مدرسًا في المساجد وفي خدمة الكتب والإشراف على طبعها ويعلق ويفيد وبضاعته العلم ونشره فكان قد اشتغل بطلب العلم منذ صغره وتلقى عن عدة علماء أجلاء فأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري وأخذ عن الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ وأخذ عن الشيخ أحمد بن فارس وأخذ عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وأخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ويكفي المترجم شرفًا أخذه عن هؤلاء الأجلاء ولقد أثنى عليه مشائخه وامتدحوه ورضوا عنه وقد عمل مدة في مطبعة الحكومة بمكة الكرمة ثم تولى إدارة المكتبة السعودية بالرياض، وأخيرًا قبل وفاته بثمان سنين طلب الإحالة على المعاش واعتزل الأعمال وبقي في مزرعته في (المعيذر) قرب العمارية حتى توفي. وكان خائفًا وغير مرتاح للأوضاع التي كانت عليها الأمة من الناحية الدينية والاجتماعية ويخشى من الانجراف لما شاهده في البلاد المجاورة من العقائد المنحرفة وأنواع المعاصي الظاهرة ويخشى من حلول النقمة وأن يصيب قومه ما أصاب الآخرين وكان إلى جانب تضلعه في العلوم الدينية والعقائد له إلمام كبير بالنواحي السياسية والاجتماعية وله سؤالات وانتقادات ويسأل زائريه عن أخبار الساسة لأنه لا يستمع إلى المذياع، ولقد قام المترجم بجهود جبارة تقصر عنها وثبات المطاولين وبما أنه يعمل بمقتضى هذا المثل ما لا يدرك جفه لا يترك كله فإنه عمل أسبابًا لطبع كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل، وكتاب التخويف من النار، وكتاب أهوال القبور وكلاهما من مؤلفات الحافظ ابن رجب وديوان الشيخ أحمد بن علي بن مشرف مصحوبًا في ميمية شمس الدين ابن القيم ونونية القحطاني ونبذ من قصيدة ابن عبد القوي، وجعل لهذه مقدمات وتراجم لأصحابها ورام أن يصدع بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم ولكي يعلم أعداء الشريعة أن في الحياض من يذود عنها وفي سبيل الله ما لقيه من المشاق